-
℃ 11 تركيا
-
21 مارس 2025
د.غسان الشامي يكتب: غزة جنين طولكرم أموات بلا قبور.. مسلسل حرب الإبادة الجماعية في فلسطين
د.غسان الشامي يكتب: غزة جنين طولكرم أموات بلا قبور.. مسلسل حرب الإبادة الجماعية في فلسطين
-
21 مارس 2025, 3:35:55 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بدون رقيب وحسيب وبدون مقدمات ولا إنذار ولا تحذير سابق استيقظ أهل قطاع غزة المكلمين الصابرين من نومهم - يوم الثلاثاء الدامي- في حنكة الظلام الدامس الساعة الثانية فجرا- على أكبر سلسلة ضربات صاروخية جوية أمريكية إسرائيلية قاتلة حيث قصفت (100) طائرة حربية من طراز( إف 16) مدينة غزة بمئات أطنان القنابل والحمم الصاروخية في موعد زمني واحد (شيء لم يصدقه العقل) لتعود حرب الإبادة الجماعية من جديد لتسفر عن سقوط أكثر من(456) شهيدا وقرابة( 700)جريح، وليعلن الكيان الإسرائيلي الأمريكي عن إنتهاء إتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وبدء جولة جديدة في حرب الإبادة الجماعية بصور أصعب وأشد، لتسجل هذه الجولة حتى كتابة هذا المقال قرابة( 700 ) شهيد بينهم موظفين دولين في هيئة الأمم المتحدة.
بل ويتشدق الصهاينة والأمريكان ورأس الإجرام والشر بسمات هذه المرحلة حسب نتنياهو سيتم استخدام أساليب قتالية حربية جديدة ووسائل قتالية أشد سيتستخدمها الجيش الإسرائيلي في هذه الجولة الحربية القاتلة.
أما أهل قطاع غزة الصامدين المحتسيبن كان الله بعونها، ماذا يقولون؟؟ وإلى من يصرخون.. إلى الأمم المتحدة أم المؤسسات الدولية الحقوقية التي لا تملك من أمرها شيئا.. أهل غزة الذين عاشوا ليلة دامية.. أشلاء ودماء وصواريخ تسقط على رؤوس الأطفال والنساء، والعالم يتفرج على هذه المقتلة العظيمة وهذه الجريمة الكبيرة التي يندى لها الجبين التي تعد وصمة عار كبيرة في جبين الإنسانية والعالم الحر والضمير الإنساني ( إذا تبقى ضمير)!!
والله فجعنا ولم تستطع أقلامنا أن تكتب أو أن تعبر عن هذه المأساة الإنسانية الكبيرة من هول وفظاعة هذه الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني بغزة..جرائم يندى لها الجبين جرائم إبادة جماعية تشيب لها الروؤس ويشيب لها الولدان..لماذا هذا الظلم الكبير؟ ولماذا يذبح أطفال غزة ونسائها وشيوخها ويتعرضون للقتل اليومي دون أن يحرك العالم ساكنا؟
لماذا ولماذا هذا السكون المطبق على ألسنة الضمير الإنساني وحقوق الإنسان أمام المقتلة الكبرى التي يواجهها أهل غزة وتغلق عليهم معابر الطعام والدواء والشراب بإحكام حتى لا يهربون من آلة الموت الأمريكية الإسرائيلية؟؟ أين أنتم يا حكام العالم.
وأنتم تشاهدون الأطفال الفلسطينيين والنساء الفلسطينيات يتعرضون للموت والقتل والمجازر والتشريد والتجويع في أعظم الشهور قداسة شهر رمضان المبارك؟ كفى قتلا..كفى قتلا وذبحا ودمارا وتدميرا.. ألم يكف 15 شهرا من القتل والذبح والإبادة الجماعية والتهجير والتشريد والتطهير العرقي؟
ألا يكفي ومدينة غزة الصغيرة هذا شريط ساحلي لايتجاوز 365 كيلومتر مربع يتعرض لهذا الكم الهائل من القتل والاجرام والدمار ونحن في عام 2025م عام الحداثة والتحضير وحماية شعوب العالم من ويلات الحروب ومن الاوبئة والطواغيت والصراعات الحربية؟ ألا يكفي دمار وقتل وركام وأموات بلا قبور وأشلاء بالأزقة والشوارع؟ ألا يكفي هذا الإجرام وهذه العذابات اليومية لأبناء شعبنا العربي الفلسطيني؟!!. ماذا نقول سوى سنصبر ونحستب وحسبنا الله ونعم الوكيل.
أما في الضفة المحتلة يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة تجاه المخيمات في عملية اجتياح لمخيمات الضفة طولكرم وجنين ونور شمس تهدف لهدم المخيمات في الضفة، وتهجير أهلها حيث هدمت القوات الإسرائيلية أكثر من 100 منزل وقامت بتدمير البنى التحتية وقامت بتشريد وتهجير أهلها على غرار حرب الإبادة في غزة.
وحسب المصادر الإعلامية فإن الفلسطينيين في مخيمات جنينو نور شمس وطولكرم وحي المنشية يواجهون عمليات تدمير إسرائيلية ممنهجة حيث واصلت جرافات الاحتلال عمليات تدمير اكثر من 100 منزلا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على مخيمات الضفة، حيث يتعرض مخيم نور شمس وحده لعمليات تجريف كبيرة وواسعة استهدفت وهدم تدمير وتخريب معالم المخيم بالكامل وتهجير سكانه قسريا، في محاولة لطمس هويته وتغيير جغرافيته.
فيما شهد المخيم مداهمات وتفتيش للمنازل تحديدا في حارات جبلي والنصر والصالحين، كما وحولت قوات الاحتلال منزل لعائلة أبو دية إلى ثكنة عسكرية في منطقة جبل النصر، ضمن ممارسات متكررة تهدف إلى فرض مزيد من السيطرة على المنطقة؛ كما شهد مخيم طولكرم انتشارت آليات الاحتلال العسكرية في حاراته ومحيط المنازل وسط تخريب وتدمير لكل ما يقع أمامها، في حين تمركزت فرق المشاة على مدخل المخيم الشمالي الذي أغلقته جرافات الاحتلال بالركام والسواتر الترابية، في الوقت الذي يداهم جنود الاحتلال المنازل والمحالات التجارية والمؤسسات وسط تخريب وسرقة مقتنياتها.
وقد شهدت حارات الحدايدة والمطار حركة نزوح قسري وعمليات تشريد كبيرة للمواطنين إلى جانب حارات قاقون وأبو الفول ومربعة حنون، فيما اقتحمت قوات الاحتلال المنازل في حارة الربايعة وأجرت عمليات تفتيش واسعة داخلها وأخضعت سكانها للاستجواب، في ذات الوقت أصبحت المخيمات شبه فارغة من سكانها، كما شهد كل من مخيم طولكرم ومخيم جنين عمليات نزوح واسعة لأكثر من 30 ألف لاجئ وقد دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية من الآليات العسكرية باتجاه المدينة ومخيميها وضواحيها.
في الوقت الذي نشرت فرق المشاة في الشوارع الرئيسية في ظل التضييق الشديد على المواطنين وتقييد حركة المركبات، وسط إطلاقها للقنابل الصوتية لترويع المواطنين الامنين؛ كما واصل قوات الاحتلال الاستيلاء على عدة منازل في شارع نابلس تحديدا في المنطقة الملاصقة لمخيم طولكرم، حيث تتمركز آلياتها وجرافاتها في محيطها، وسط اجراءات مشددة تحد من حركة المركبات والمواطنين الامر الذي أسفر عن استشهاد أكثر من 13 فلسطينيا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في الشهر الثامن، كما و ألحق العدوان الإسرائيلي دمارا هائلا طال البنية التحتية من شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي والاتصالات، والمنازل والمحال التجارية والمركبات التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والنهب والسرقة، إضافة إلى إغلاق مداخل المخيمين وأزقتهما بالسواتر الترابية.
إن حرب الإبادة الجماعية مستمرةو متواصلة على قطاع غزة ومخيمات الضفة المحتلة تستهدف مواصلة قتل المدنيين والامنين من النساء والأطفال والمسنين، وتستهدف عمليات تدمير وتخريب ومواصلة طمس معالم غزة ومخيمات الضفة واستمرار تهجير وتشريد اهلها لتنفيذ مخططات القتل والتدمير التهجير بحق أهل قطاع غزة ومخيمات الضفة المحتلة، على الجانب الٱخر يتعرض الشعب الفلسطيني لمقتلة تاريخية كبرى ومخططات واسعة تستهدف اقتلاعه من أرضه دون أن يحرك العالم ساكنا أمام هذه الحرب الكبرى على أبناء شعبنا الفلسطيني.
إلى الملتقى ..









