- ℃ 11 تركيا
- 24 ديسمبر 2024
د. أحمد مطر: الانتصار السوري دليل على إرادة الشعوب وقدرتها على التغيير.. وهذه نصيحتي للثوار
د. أحمد مطر: الانتصار السوري دليل على إرادة الشعوب وقدرتها على التغيير.. وهذه نصيحتي للثوار
- 8 ديسمبر 2024, 1:59:41 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أعرب الدكتور أحمد مطر، الأستاذ بجامعة ابن خلدون في إسطنبول، عن سعادته البالغة بنجاح الثورة السورية في الإطاحة بنظام بشار الأسد، مشيرًا إلى أن هذا النصر يعكس دروسًا مهمة للشعوب التواقة للحرية والكرامة.
وقال "مطر"، في تصريح لـ"180 تحقيقات": "في أجواء تملؤها الفرحة والبهجة والسرور والانشراح بزوال فترة طويلة من الطغيان والاستبداد، والسعادة والامتنان والشكر لله عز وجل على استعادة الشعب السوري لإرداته وقدرته على فرض إدارته، في ظل هذه الأجواء التي نرى فيها دروس وعبر، ينبغي أن نشير إلى عدة نقاط.
وأكد "مطر" أن لكل ظالم نهاية ولكل طاغية زوال والاستبداد لا يدوم طالما أن هناك من يطالب بحقه في حياة كريمة ومن يسعى إلى استرداد إرادته وإنفاذ قدراته والحفاظ على ثرواته والارتقاء إلى المكانة التي يستحقها.
وأوضح "مطر" أن الدرس الثاني هو أن الشعب السوري استطاع بعد فترة طويلة من المحاولات، كنا نظن فيها أن الأمر شديد الصعوبة أو فيه استحالة، مضيفا: "وقد كتبت ذلك من قبل في 2011 أن تغيير النظام السوري شبه مستحيل لعدة أسباب من بينها هو وجوده على الحدود مع الكيان الصهيوني، والتفتيت في المجتمع وسيطرة مجموعة طائفية على الجيش وغير ذلك من الأسباب".
واستدرك: "لكن يبدو أن الله قد أراد لهذا الشعب نجاة وخروجا من الكرب والضيق والأزمات التي مر بها وأن يعود إلى بيته وإلى أمواله ومزارعه ومصانعه ومتاجره وكل ممتلكاته".
وطالب "مطر" الشعوب بالاقتداء بالشعب السوري في الحفاظ على التلاحم والوحدة والارادة السياسية المستقلة الموحدة، مشددا على ضرورة حفاظ السوريين على هذه الإرادة الموحدة، خاصة أن كل القوى العالمية ستعمل على تفتيت مكونات الشعب التي قامت بهذه الثورة واستطاعت أن تنفذ إرادتها، وحتى على من لم يشارك سيسعون إلى التفتيت.
وتابع تحذيره قائلا: "هذا ما شاهدناه عشرات المرات من قبل حيث في النهاية نفاجأ بأن مجموعة معينة لم نعرفها من قبل ولا تستحق وتقفز على مقعد الحكم ونربأ بإخواننا السوريين أن يستفيقوا لذلك وأن يستعدوا بكل الوسائل وأهمها السيطرة على الإعلام تماما وعدم السماح لأي مكون بالانفراد بالإعلام ومحاولة التشويه أو التقليل أو الانصياع لتوجهات دولية من خارج سورية".
كما طالب الأستاذ بجامعة ابن خلدون كل الدول المحيطة بسوريا في الإقليم وكل الشعوب المحبة للشعب السوري أن يكون لها موقف داعم ونصير وتؤارز ما حدث بكل الوسائل.
وأردف: "ونحن على يقين أن في بداية هذه القوى الإقليمية التي سيكون لها تأثير إيجابي على ما يحدث في سوريا هي الدولة التركية والحكومة التركية والقيادة التركية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واعتقد سيكون له دور كبير في حسم الأمور ودعم استعادة الشعب السوري لإرداته وسيقف موقف إيجابي مؤيد ومناصر ومؤازر وقد بدأ يتحدث في هذا الأمر منذ عدة أيام".
كما دعا "مطر" باقي الدول المحيطة أن يكون لها نفس الموقف، وطالب الشعوب التي تستضيف الشعب السوري في دول مختلفة أن تهنأه وتؤازره إن آثر البقاء في دولة المهجر، وإن آثر العودة فيكون الوداع والتكريم والتمني بتبادل الزيارات في سوريا بعد ذلك.
وأشار "مطر" إلى أن هذه رسالة من القلب إلى القلب وتجيش بالعاطفة وتتسم بالنظرة المستقبلية المبنية على ما شاهدناه من قبل من ماض حدثت فيه مثل هذه الأمور لكننا هذه المرة نتفائل أن تكون النهاية سعيدة وأن يكون ختامه مسك ونصل إلى بر الأمان بوصول الشعب بإراداته المستقلة إلى اختيار من يمثله ولابد من احترام إرادة الجماهير ووحدة الأمة بكل مكوناتها وطوائفها دون تمييز أو استثناء أو انحياز وكل الخير لأهلنا في سوريا.
ختم "مطر" تصريح بالقول: "بالأمس كان طوفان الأقصى، واليوم ردع العدوان، وغدا بإذن الله أمور مشابهة في دول تتنظر مثل هذا التغيير، وعند شعوب تتلهف وتدعو الله أن يكون لها مثل ما كان لإخوانها في سوريا، ونسأل التوفيق لكل الشعوب العربية والإسلامية ونسأل الله لأمتنا الإسلامية كل سؤدد ورفعة وتفوق وظهور على كل العالم في السنوات المقبلة، نستعيد بها مجدنا وقوتنا وكرمتنا والعزة والفخار".