- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
دبلوماسي إيطالي: هذه أخطاء الغرب في انقلاب فاجنر.. وبايدن بحاجة لبيرنز وزيرا للخارجية
دبلوماسي إيطالي: هذه أخطاء الغرب في انقلاب فاجنر.. وبايدن بحاجة لبيرنز وزيرا للخارجية
- 18 يوليو 2023, 9:11:58 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
سلط الدبلوماسي الإيطالي السابق، ماركو كارنيلوس، الضوء على الدروس المستفادة من "الانقلاب" الذي قامت به مجموعة "فاجنر" للمرتزقة الروس، مشيرا إلى أن الحصول على فكرة واضحة بشأن حدث ودوافعه لا يزال صعبا.
وذكر كارنيلوس، الذي سبق له العمل سفيرا لإيطاليا بالعراق، في تحليل نشره موقع "ميدل إيست آي" وترجمه "الخليج الجديد"، أن هناك اعتباران لفهم ما جرى في روسيا، الأول هو غرابة إعلان فاجنر عن الانقلاب قبل محاولة تنفيذه، والثاني هو وصول الانقلابيين إلى مسافة مئات الكيلومترات فقط من مراكز التحكم والسيطرة في العاصمة الروسية، موسكو.
ويرى كارنيلوس ضرورة أخذ تغطية وسائل الإعلام الغربية لهذه الأحداث بحذر شديد، والتي أشارت إلى أن مؤامرة الانقلاب أظهرت توترات داخل الجيش الروسي، لأن هذا الأمر ظل معروفا بالفعل على نطاق واسع.
أما الإشارة إلى تراجع سلطة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، فلا توجد أدلة كافية لتأكيد ذلك بثقة، حسبما يؤكد الدبلوماسي الإيطالي السابق، مشيرا إلى أن المؤشرات تفيد بأن فاجنر لم تحصل على دعم علني كبير من الدائرة المقربة لبوتين.
ويصف كارنيلوس تغطية وسائل الإعلام الغربية لما جرى في روسيا بأنها كانت "حماسية" أكثر منها موضوعية أو مهنية، لدرجة أنها روجت لسيناريو تغيير النظام في روسيا، وكانت على استعداد لقبول رئيس فاجنر باعتباره الوجه الجديد لروسيا مختلفة.
ويعلق الدبلوماسي الإيطالي السابق على ذلك بقوله: "من الواضح أنهم لم يكن لديهم أي فكرة عما كانوا يرغبون فيه"، مرجحا وقوف النزاع التجاري حول العقود المربحة لفاجنر مع وزارة الدفاع الروسية وراء محاولة الانقلاب، إذ تحول النزاع إلى صراع على السلطة.
وعادة ما يكون تتبع الأموال مسارًا جيدًا لفهم الأحداث الروسية، بحسب كارنيلوس، لافتا إلى أن النتيجة الوحيدة الملموسة لمحاولة الانقلاب تمثلت في إخفاء التقدم البطيء للهجوم الأوكراني المضاد.
ويقر سفير إيطاليا السابق لدى العراق بأن محاولة فاجنر الانقلابية كشفت عن بوادر تصدعات في روسيا، لكنه تساءل: "أي دولة لا تتصدع في الوقت الحاضر؟"، مشيرا إلى أن "فرنسا تحترق مرة أخرى، حيث أصدرت نقابات الشرطة بيانات غاضبة غير مسبوقة ضد كل من المتظاهرين، والحكومة الفرنسية بسبب سلبيتها المزعومة".
وأضاف: "لو حدث هذا في أي بلد خارج حديقة بوريل الغربية، لكان السرد المهيمن (إعلاميا) قد استخدم كلمات مثل: الحرب الأهلية والانهيار والدولة الفاشلة".
استراتيجية الخروج
وتصب تلك التطورات في صالح أحزاب اليمين في جميع أنحاء أوروبا، خاصة إيطاليا وفنلندا واليونان، بحسب كارنيلوس، الذي أشار إلى إمكانية تكرار ذلك قريبًا في إسبانيا وهولندا.
أما بالنسبة لألمانيا، فمع تراجع التصنيع في البلاد وسط العقوبات الروسية، تصعد أسهم حزب البديل اليميني المتطرف "دويتشلاند" في استطلاعات الرأي المحلية.
فهل ستكون أوروبا ذات سيادة أصيلة، كما تدعي، أم ستنحني بالكامل للنظام الخاضع لحماية حلف شمال الأطلسي (الناتو)؟ يجيب كارنيلوس بأن أوروبا ستكون لاعباً بالسياسة العالمية في الحالة الأولى، وستكون خاضعة ومحكومًا عليها بأنها غير ذات صلة بالأحداث بشكل دائم، في الحالة الثانية.
وإذا كانت "تتبع المال" يمثل قاعدة صالحة لفك شفرة السياسة الروسية، فقد تكون "اتبع بيل بيرنز" قاعدة صالحة لفك شفرة السياسة الخارجية الأمريكية، بحسب الدبلوماسي الإيطالي السابق، مشيرا إلى أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) أجرى زيارة سرية لأوكرانيا مؤخرا.
الرسالة الحقيقية التي نقلها بيرنز غير معروفة، لكنه عادة ما يسلم رسائل غير سارة، وربما طُلب من قيادة كييف كبح توقعاتها وتبني نهج أكثر واقعية في الصراع مع روسيا، حسب توقعات كارنيلوس، مشيرا إلى أن واشنطن "ربما تبحث عن استراتيجية خروج" من الحرب في أوكرانيا.
وإذا وصل الهجوم المضاد في أوكرانيا إلى طريق مسدود وتحول إلى مفرمة لحم أخرى مثل معركة باخموت، فقد تقل خيارات الرئيس، فولوديمير زيلينسكي، الذي تركته قمة الناتو الأخيرة في فيلنيوس محبطًا للغاية.
فك الارتباط
وأشار إلى أن بيرنز أجرى زيارة سرية أخرى إلى الصين قبل وزير الخارجية، أنطوني بلينكين، ووزيرة الخزانة، جانيت يلين، فيما لم تعلن الأخيرة عن أي اختراق في العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين.
وقبل بلينكن ويلين، قام عدد من كبار رجال الأعمال في مجال التكنولوجيا والتمويل في الولايات المتحدة بزيارة الصين، بمن فيهم: تيم كوك من شركة "آبل" وإيلون ماسك من "تسلا"، وبيل جيتس من "مايكروسوفت"، لكن كارنيلوس لا يرجح نقلهم رسائل متطابقة إلى كبار المسؤولين في إدارة بايدن.
ويعلق الدبلوماسي الإيطالي السابق على تلك الزيارة قائلا: "نأمل أن يفهم كبار رجال الأعمال الأمريكيين ما الذي تكافح إدارة بايدن لفهمه، وهو أنه، من منظور القيادة الصينية، لا يوجد فرق بين سياسات فك الاقتران ونزع المخاطر، والتي تضر بالصين ونموها الاقتصادي".
ففك الارتباط عن الصين يمثل فيلًا ضخمًا في غرفة الاقتصاد العالمي، حسب تعبير كارنيلوس؛ لأن اقتصادها لا يرغب أحد في مواجهته، كما أن القادة الصينيين لن يقبلوا الترويج الأمريكي لمقولة أن واشنطن لا تهدف إلى "محاصرة بكين"، كما صرح بايدن في مقابلة مع شبكة CNN، على الرغم من وجود 313 قاعدة عسكرية أمريكية تحيط بالصين.
ويرى سفير إيطاليا السابق لدى العراق أن البيت الأبيض بحاجة إلى تجديد فريقه، والبدء بتعيين خبير حاذق على رأس وزارة الخارجية، وهو ما يمكن أن يقوم به بيرنز بكفاءة.
واختتم كارنيلوس تحليله بالإشارة إلى أن بايدن سيحتاج بعد ذلك، لسوء الحظ، إلى العثور على بيرنز آخر لإدارة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، مشيرا إلى أن هكذا مهمة لن تكون سهلة.