- ℃ 11 تركيا
- 19 نوفمبر 2024
خطة أردنية لتطبيع العلاقات مع الأسد.. تضم ملفات اللاجئين والمخدرات والميليشيات الإيرانية
خطة أردنية لتطبيع العلاقات مع الأسد.. تضم ملفات اللاجئين والمخدرات والميليشيات الإيرانية
- 5 أبريل 2023, 9:28:14 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نقل موقع Middle East Eye البريطاني في تقرير نشره الثلاثاء 4 أبريل/نيسان 2023، عن مسؤولين أردنيين، أن عودة اللاجئين والتهريب والميليشيات تأتي ضمن القضايا الرئيسية التي يسعى الأردن لحلها مع سوريا في إطار خطته لتطبيع العلاقات العربية مع دمشق.
حيث قال محمد المومني، عضو لجنة الشؤون العربية والدولية والمغتربين بمجلس الأعيان الأردني، إن الخطة تستند إلى فكرة التبادلية. وأوضح ذلك قائلاً: "(أي) ساعدونا كي نستطيع أن نساعدكم".
معبر نصيب جابر بين الأردن وسوريا/ رويترز
نقاش حول تطبيع الأردن مع سوريا
في الأسابيع الأخيرة، اكتسب تطبيع سوريا مع جيرانها العرب زخماً، وكانت السعودية آخر البلاد التي أعلنت عودة العلاقات مع دمشق.
يقول المومني إن قضية اللاجئين تأتي على رأس أولويات تحركات الأردن الأخيرة للتوصل إلى اتفاق مع سوريا. تستند الخطة، التي يؤمل أن تحل القضايا العالقة بين سوريا والبلاد العربية الأخرى وأن تساعد في إنهاء الحرب المستمرة في سوريا منذ حوالي 11 عاماً، إلى "خطوات إيجابية سوف يتخذها النظام السوري حول اللاجئين، وهي تحديداً عفو عام سوف يُعلن عنه ويسمح للاجئين بالعودة".
سوف تدعو المبادرة أيضاً إلى إصلاح أمني في سوريا، وتشدد على الحاجة إلى منع الميليشيات المناصرة للأسد -التي تدعم إيران كثيراً منها- من تهديد الأمن الإقليمي، وذلك وفقاً للمومني.
التصدي لتهريب المخدرات
أضاف عضو مجلس الأعيان الأردني: "إنهم يحتاجون إلى التصدي لتهريب الأسلحة والمخدرات. سوف تُرى خطوةً إيجابيةً، وسوف تقابَل بالرد بالمثل من المجتمع الدولي".
عناصر من الجيش الأردني على الحدود مع سوريا/ رويترز
قال المومني، الذي شغل سابقاً منصب وزير الدولة لشؤون الإعلام، إن وزير الخارجية الأردني كان حريصاً على نقل فكرة التبادلية إلى سوريا. وأوضح: "نحن الأردنيين والعرب لدينا مصلحة في عودة سوريا إلى الحظيرة العربية. نحتاج إلى غلق الفصل السابق".
أضاف: "يجب أن تعود سوريا، وهذا موقف واقعي. يجب أن يكون السوريون قادرين على التمتع بالأمن والاستقرار، من أجل أن يتمكنوا من العودة والعيش بكرامة".
فتح سفارات عربية في دمشق
صحيحٌ أن تواصل الأردن مع سوريا لم يمض بسلاسة في السنوات الأخيرة، لكن رؤية عديد من البلاد العربية وهي تفتح سفاراتها في دمشق وترحب ببشار الأسد أثار مخاوف عمّان من أنها قد تكون متخلفة عن الركب.
بالمثل، تشعر البلاد العربية أنها فقدت نفوذها في سوريا بعد أن قطع عديد منها العلاقات مع الأسد، في أعقاب حملته القمعية الدموية ضد الاحتجاجات التي اندلعت في سوريا في 2011.
قال مصدر حكومي أردني تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته: "تستهدف المبادرة الاستجابة للواقع الحالي في سوريا؛ كي لا نترك المنطقة مفتوحة أمام الآخرين، في حين أن العرب غائبون منذ سنوات". وقال المصدر إن الاتفاق "لن يكون مجانياً أو بلا شروط".
في حين تخطط عمّان لتحضير مسودة لتتشاور حولها بعد ذلك مع البلاد العربية الأخرى، التي يُتوقع أن تقدم شروطها من أجل التطبيع الشامل مع سوريا.
أوضح المصدر: "على سبيل المثال، ما يقلق الأردن هو تهريب الأسلحة والمخدرات من سوريا، والحاجة إلى جهود أكبر من السوريين في التعامل مع هذه القضية".
تقليل العقوبات على بشار الأسد
في المقابل، سوف يسعى الأردن، عبر التشاور مع العرب، لتقليل العقوبات تدريجياً المفروضة ضد حكومة الأسد، وسوف يشرع في العمل على إعادة الإعمار وعودة اللاجئين.
بحسب المصدر، سوف يتضمن هذا حملة مصالحة وطنية تتضمن إطلاق سراح السجناء، والبدء في عملية سياسية ديمقراطية سوف تسفر عن إجراء انتخابات عامة حرة.
في حين بدأت مشاورات الأردن مع الدول العربية بالفعل. ففي يوم السبت 1 أبريل/نيسان، زار الملك عبد الله الثاني البحرين، التي أعادت فتح سفارتها في دمشق عام 2019. كذلك استضاف وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، نظيره اللبناني عبد الله بوحبيب الثلاثاء 4 أبريل/نيسان.
في حين أنه وبعد مواجهة عقد زمني من الصراع الذي شهدته جارته السورية، يأمل الأردن أن تحقق له المبادرة منافع اقتصادية وأمنية جادة. إذ إن الأردن يتشارك مع سوريا في حدود بطول 375 كيلومتراً، وقد أسهم انعدام الاستقرار الذي صاحب الصراع في التدهور الاقتصادي الذي تعاني منه المملكة.
منافع اقتصادية مع سوريا
قال مأمون أبو نوار، الجنرال الأردني المتقاعد والخبير العسكري، إن إحدى الرغبات الأساسية لدى الأردن أن يقل وجود المجموعات المدعومة من إيران بالقرب من الحدود الأردنية السورية، التي يعتقد الأردن أنها مسؤولة عن عمليات التهريب التي تعاني منها المملكة.
المعبر الحدودي "جابر" بين الأردن وسوريا/ رويترز
تابع قائلاً: "بالإضافة إلى ذلك، يأمل الأردن أن يحقق منفعة اقتصادية تجارية. لكن السؤال الذي يصعب الإجابة عنه هو ما إذا كانت هذه المبادرة سوف تنجح بدون موافقة الولايات المتحدة وقبول روسيا على مضض".
برغم العراقيل المحتملة، يسرع الأردن من وتيرة جهوده لمناقشة التطبيع السوري مع البلاد العربية، أملاً في أن يملك في جعبته خطة قابلة للتطبيق قبل قمة جامعة الدول العربية في الرياض، التي تُعقد في 18 مايو/أيار.
لكن أبو نوار قال إن هناك تهديداً يلوح في الأفق، ويتمثل في اعتراض الولايات المتحدة على المبادرة الأردنية، لا سيما في أعقاب مقابلة للسفير الأمريكي لدى الأردن هنري ووستر، أجراها مع صحيفة الرأي الأردنية الأحد 2 أبريل/نيسان.
انتقادات أمريكية للتطبيع مع الأسد
حيث انتقد السفير الأمريكي تزايد التطبيع مع الحكومة السورية، مشيراً إلى أن خارطة الطريق المُتفق عليها في 2015 هي التي تمثل المسار الصحيح الذي يجب أن يُتبع.
قال ووستر في المقابلة: "الولايات المتحدة الأمريكية لا تدعم تطبيع العلاقات مع نظام الأسد ولا تراها قريبة مع النظام السوري، لأنه لم يتم تحقيق الاشتراطات التي تم الاتفاق عليها بيننا كمجتمع دولي بعد اندلاع الصراع في سوريا لتطبيع العلاقات مع النظام، فكان يتطلب إيجاد حل سياسي دائم ومستدام، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254".
في حديثه مع موقع Middle East Eye، قال الدكتور عامر سبايلة، أستاذ العلوم السياسية، إن البلاد العربية في حين أنها تعالج الحقائق على الأرض فيما يتعلق بتواصلها مع سوريا، فإن موقف الولايات المتحدة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بنظرتها تجاه روسيا.
أوضح: "لا سيما لأنّ هناك صراعاً مفتوحاً اليوم بين أوروبا، والولايات المتحدة تقف على جانب وروسيا تقف على الجانب الآخر". وأضاف: "الأزمة السورية سوف تبقى مفتوحة لبعض الوقت، لأن هذه القضايا مترابطة".