خاص "180 تحقيقات"..سناء إسماعيل هنية لنتنياهو: “لقد أشعلت فينا نار الثأر المقدس”

profile
  • clock 25 أغسطس 2024, 12:04:40 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

خاص: 180 تحقيقات

 حوار: سنا كجك- مديرة مكتب بيروت


أقول للقائد يحيى السنوار: أكمل مسيرة الشهيد إسماعيل هنية

المحادثة الأخيرة بيننا ختمها بابتسامة وبكلمة اصبري

 الشهيد هنية صنع القرارات في قضيتنا الفلسطينية رجل السلم والمفاوضات والحرب

قدمت نجلي الأكبر جمال في سبيل فلسطين كما كل عائلة فلسطينية

والدي الشهيد كان ملجأي وسندي ونعم الأب والصديق

ما زلنا في أرض غزة الصمود ولن نغادر سنبقى مع أبناء شعبنا


قدمت عائلة إسماعيل هنية عدداً كبيراً من أفرادها شهداء فدءا للوطن، ففي نهاية يونيو الماضي استشهد 10 أشخاص من عائلة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية، بينهم شقيقته، في قصف إسرائيلي استهدف منزلهم في مخيم الشاطئ غرب غزة ، في وقت أقر فيه الاحتلال بمسؤوليته عن الغارة.

وفي نهاية يوليو كان الخبر المفجع باستشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس (إسماعيل هنية) بالعاصمة الإيرانية طهران وهو مازال يلاقي ردود أفعال واسعة حتى اليوم، ولهذا نحن اليوم مع موعد هام له نكهته الخاصة لأنه مباشرة من غزة الصمود التي تتعرض للإبادة الجماعية منذ أشهر عدة وميزته أنه لابنة القائد الشهيد إسماعيل هنية "سناء" أم الشهيد جمال التي خصت موقعنا بصور حصرية تنشر للمرة الأولى للرئيس الشهيد إسماعيل هنية.

أخبرينا عن القائد الشهيد إسماعيل هنية كأب..كيف كان يتعامل معكم وخصوصا" كان يُعرف بطيبته وحنيته ؟

-رحم الله الوالد الحنون الطيب السند والعزوة الذي فقدناه بمرارة القلب والروح وفقدنا نعم الأب كان لنا بمثابة أخ وصديق وزميل.. يداعبنا أطراف الحديث ويأخذ برأينا في كل الأمور  والمواضيع
وأسلوبه المتبع معنا كان بتطبيقه للآية الكريمة:
بسم الله الرحمن الرحيم ( وأمرهم شورى بينكم) .. الأب المتفهم لدرجة كان يخصص لنا وقتا في سهراتنا للفكاهة وكنا نضحك جميعنا من أعماق قلوبنا ...عندما يدخل إلى المنزل كانت ابتسامته العريضة تزين محياه رغم انشغاله الكبير وضغط الاجتماعات والقرارات والمسؤوليات إلا أنه كان الأب الروحي لنا والمبلسم لجراحنا ..
(شديدُ على الأعداء رحيمُ بيننا).

"أم جمال"..هل كنتِ الأقرب إلى قلبه من بين بناته؟ كان يناديكِ بأم الشهيد؟؟

-والدي العزيز قريبُ منا جميعا" ونعم الصديق للأخوة والأخوات في جلساتهم وحياتهم وأنا الفتاة الكبرى بعد ولادة 4 أبناء فكان فرحاً هو وأمي وجدتي بقدومي وكانت لي مكانة خاصة ومعزة في قلبه...كان يداعبني  ويناديني :"بسنوء" وكنت مقربة جداً منه وعزيزة عليه كما اخوتي وأخواتي  وعندما استشهد ابني جمال لقبني ب"أم الشهيد"...لأن للشهادة طعم آخر...هي العزة والفخر ومن رضى الله علينا.
كوني الفتاة الكبرى بين الإناث كان يمازحني ويلاطفني كثيرا" وأتذكر  خاصية "طقطقة الأصابع" بيننا إذ عندما كنت  أجلس بجانبه يمد لي يده "لطقطقة أصابعه" وكنا نضحك لأن والدي الشهيد روحه مرحة جدا" والجلوس والاستماع إلى أحاديثه متعة لا يشعر المرء بالملل أبدا" معه..هو بالنسبة لي الحبيب والأب والأخ والصديق .

"سناء إسماعيل هنية" قدمت نجلها الأكبر الشهيد جمال في سبيل الله وفلسطين..حدثينا عن"شهيدك" جمال...

-الحمد لله قدمت نجلي الأكبر الشهيد( جمال محمد هنية) حفيد القائد فداءً لفلسطين ولغزة 
جمال هو(جمال الروح والبسمة الجميلة ) أقرب الأحفاد لجديه والقريب من الجميع بروحه المرحة
وقلبه الطيب والحنون ونحن كما شعبنا ضحى وقدم الأرواح ليفتدي فلسطين قدمنا وما زلنا على استعداد لأن نضحي ونقدم أكثر وأكثر...و"جمال" كما كل شبان فلسطين الذين استشهدوا ليمهدوا بالدماء الطاهرة تحرير فلسطين.

حازم ..أمير ..محمد…استشهدوا مع أطفالهم الصغار..الشهداء الأقمار  يوم عيد الفطر المبارك كيف تلقيتم الخبر الموجع ؟؟

 -ولدي جمال مع اخوتي الشهداء( حازم وأمير ومحمد) وثلة من ابنائهم الخمسة تلقينا خبر استشهادهم في أول أيام عيد الفطر بالحمد والتهليل والشكر لله تعالى وكما قال والدنا الشهيد مقولته المشهورة: (الله يسهل عليهم) 
رفع لنا معنوياتنا واستمدينا منه القوة والصبر والثبات كما عودنا ومن قبلهم استشهدت ابنة أخي همام الشهيدة الدكتورة( رؤى ) 
رحمة الله عليهم أجمعين.

الرئيس الشهيد إسماعيل هنية رجل بحجم أمة.. خسرته الأمة العربية أولا" وفلسطين والمقاومة ثانيا"..ما مدى تأثير رحيله في هذه المرحلة التاريخية والفاصلة 
في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي؟؟

-الشهيد القائد إسماعيل هنية ليس من الشخصيات العادية بل يعد من الشخصيات المؤثرة والبارزة
شخصية حازمة.. جريئة متزنة... مدبرة... مفكرة... حكيمة وتاريخية... صنعت القرارات الكبرى في قضيتنا الفلسطينية  إنه رجل السلم والمفاوضات والحرب 
من أجل الدفاع عن شعبه وقضيته المحقة ..خسرته الأمة العربية والإسلامية أولا" وكما قلتِ فلسطين والمقاومة ثانياً...

اعتقد العدو الصهيوني أنه باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية سيضعف المقاومة في الميدان وسترضخ القيادة لشروطه في المفاوضات...ما هي رسالتكم للإسرائيلي ؟؟

-باغتيالهم لوالدي الشهيد القائد لا يظنوا  أن القضية ستموت وأن "النتن-ياهو"  المجرم  السفاح سوف يلوي ذراعنا !!لن ينالوا منا ولن تنتهي مقاومتنا بالعكس أشعل فينا نار الثأر المقدس ودب الحماس في قلوبنا وقلوب أطفالنا بالكره والحقد عليه لنقتص منه ومن جيشه الإرهابي!! لن يضعفنا ولن يضعف المقاومة الباسلة ولن نتنازل عن مبادئنا وثوابتنا ولن نعترف "بإسرائيل "لو قدمنا كل ما نملك ونقول لعدونا:  الأيام بيننا وبينكم! وأنكم إلى زوال هذا وعد الله.

ما هي آخر رسالة ارسلتيها للوالد الشهيد؟وهل شعرت أنها ربما تكون رسالتكِ الأخيرة له؟

-كنت متضايقة جدا"    وأبكي على فراق ابني الشهيد جمال وتحدثت معه...فهو ملجأي الوحيد  عندما أشعر بالضيق وينتابني الشوق لفراق جمال الحبيب ... 
كان يصبرني بكلماته الهادئة "ويطبطب" على قلبي: ( اصبري ياحبيبتي). وادعي الأدعية المأثورة وقولي: اللهم إني وهبتك إياه فاقبله عندك في جنات النعيم    )...كان بلسم لروحي وكنت أشعر بالسكينة والراحة وأنا أحدثه ولا يتركني إلا عندما يشعر بأني هدأت وتصبرت ...نختم المحادثة بابتسامة ..
وكان هذا آخر كلام بيني وبينه قبل استشهاده بيومين...

كنتم وأثبتم أنكم عائلة الصمود والتضحية والشهادة.. أنتِ وعائلتك ما زلتم في غزة العزة مع شعبكم الصامد..وهناك من يتساءل لماذا لم يُخرج الرئيس الشهيد هنية عائلته من غزة؟

-نحن عائلة لا تختلف عن العائلات الفلسطينية في الوطن العزيز والغالي نعيش ظروف الحرب من ويلات ونزوح..  قدمنا أولادنا والأخوة والأحفاد ونعاني من مرارة  الفقد ..لم نفكر بالمغادرة  أو السفر ولن نترك غزة أرض الصمود والإباء.. نحن مع  شعبنا المضحي مثلنا مثلهم..ما يصيبهم يصيبنا هذا ما تربينا عليه ومن توصيات والدنا.. نلتحم مع الناس في كل مجالات الحياة ونواسيهم ونفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم..


حدثينا عن ألم الفقد ووجعه .."سناء" الصابرة ...ابنة القائد الشهيد ..وأم الشهيد ..وأخت الشهيد...وعمة الشهيدة...وابنة أخ الشهيدة...

-الفقد عظيم وناره مُوجعة... وفي كل مرة أحاول أن استجمع الصور والأسماء والذكريات فأجدها كبيرة جدا" تفوق طاقتي وقدرتي على الحصر... شخصيا" أحتاج لمساحة 100 صورة لشهداء وأقارب من الدرجة الأولى واضعافهم من الأصدقاء والانسباء والجيران والأحباب... وعند عجزي كل مرة اكتفي بصورة من يمثل الخمسين ألف شهيد! صورة خير من يمثل شعبنا ويعبر عن مشاعرنا  الصادقة وتضحياتنا ...هو والدي الحبيب" أبو عبد السلام" رحمه الله وكل شهداءنا الأطهار.

كابنة للقائد المناضل الشهيد إسماعيل هنية ما هي كلمتكِ لقيادة حماس الجديدة برئيسها القائد يحيى السنوار؟

-أتوجه لقيادتنا العظيمة وللقائد يحيي السنوار بالقول: أمضوا على ما كنتم عليه.. أكملوا مسيرة القائد الشهيد إسماعيل هنية التي بناها بدمه وروحه .. ونحن معكم حتى آخر نفس وحتى التحرير والنصر باذن الله تعالى.

برأيكِ هل ستعود غزة الأبية أجمل مما كانت بالرغم من الدمار الهائل؟؟

-أجل ستعود أجمل وأروع ..وسيأتي اليوم وتصبح فيه غزة مزارا" للناس ومقصدا" يتسابقون للعيش فيها وسيكون لها قيمتها ومكانتها على مستوى العالم أجمع..غزة ستعود.

التعليقات (0)