- ℃ 11 تركيا
- 4 نوفمبر 2024
حمدين صباحي زعيم حزب الكرامة : تونس في مفترق نأمل ألا يجرجرها إلى منزلق
حمدين صباحي زعيم حزب الكرامة : تونس في مفترق نأمل ألا يجرجرها إلى منزلق
- 26 يوليو 2021, 3:50:38 م
- 1479
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ومن دواعي هذا الأمل أن الشعب التونسي وهو يرفض عن حق ما يعانيه من إفقار وإفساد وانشغال فرقاء الحكم بصراعات الهيمنة وعجزهم عن انقاذ الشعب من الجوع والمرض وتدني أوضاعه المعيشية، فإنه لا يتخلى عن حقه في الديمقراطية ودولة القانون ولا يقايض لقمه العيش المستحقة بالحرية المستحقة .
ومن دواعي الأمل وجود كتلة مدنية معتبرة وازنة عاقلة في قلبها الاتحاد التونسي للشغل بثقله الاجتماعي وتنوع تكوينه ومصداقيته التاريخية ، والذي يستطيع ان يرسم طريقا لخروج تونس من متاهة منظومة حكم (ديمقراطي )هش يرمي شعبه للفقر ويتحالف مع الفساد ويتواطأ على تصفية وتشويه معارضيه ، ويرفض ان يكون ثمن هذا الخروج الواجب من المتاهة ادخال تونس نفق حكم فردي يعصف بالدستور ويعيد انتاج الاستبداد. وهو ماعبر عنه بيان الاتحاد الصادر منذ قليل والذى حذر من المنزلق الوخيم نحو الدم وفتنة الاقتتال وحسم موقفه ضد العنف من أي طرف "مهما كان موقفه أو موقعه أو دواعيه " .
موقف الاتحاد العام للشغل يؤهله للقيام بدور الوسيط المعتبر الذي تحتاجه تونس الآن أولا لتجنيبها منزلق الدم والاقتتال وثانيا لتتجاوز هذا المفترق الصعب نحو طريق يرضي شعبها يجمع العيش مع الحرية .
ومن دواعي الأمل أن تجربة تونس الثورة تميزت بقدرة على التعايش بين الفرقاء والبحث عن حلول وسط دون الوقوع في وهم الانتصار بالضربة القاضية وهو مايحتاجه فرقاء تونس الآن وخصوصًا حركة النهضة التي تتحمل الوزر الأكبر في فشل منظومة الحكم وعليها ان تعترف بمسئوليتها والأهم أن تعي درس الإخوان في مصر ، تكرار مأساة رابعة في تونس هو المنزلق الوعر الذي ينبغي تفادي الوقوع فيه، هو اهدار لدم حرام وعصف بطريق التطور الديمقراطي و ضربة قاصمة للثورة الوحيدة الناجية ‐ حتى الآن ‐ من ثورات الربيع العربي المغدور.
المشهد التونسي رغم ضبابيته يوحي بأن دواعي الأمل في تفادي المنزلق لها فرصة نجاح لا يمكن تأكيدها لكن يمكن تعزيزها .نسأل الله ان تتحقق وندعو الجميع لتعزيزها بكل طاقتهم .
حمى الله تونس وشعبها وثورتها