- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
“حماس معنية بإشعال الأوضاع”.. أبرز ما تناولته الصحف العبرية عن عملية القدس أمس
“حماس معنية بإشعال الأوضاع”.. أبرز ما تناولته الصحف العبرية عن عملية القدس أمس
- 22 نوفمبر 2021, 8:42:59 ص
- 651
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تصدرت العملية التي نفذها الشهيد فادي أبو شخيدم (42 عامًا)، في محيط باب السلسلة بالبلدة القديمة من القدس المحتلة، صباح أمس الأحد، وأدت لمقتل جندي إسرائيلي، وإصابة مستوطن وشرطيين آخرين، عناوين الصحف العبرية، إلى جانب بعض التقارير والمقالات التحليلية للمراسلين والمحللين العسكريين.
وأجمعت الصحف العبرية الصادرة اليوم الإثنين، على أن حركة حماس معنية بإشعال الأوضاع في الضفة الغربية والقدس، بينما تسعى للحفاظ على الهدوء في قطاع غزة.
ورأى عاموس هرئيل المراسل والمحلل العسكري لصحيفة هآرتس العبرية، أن حماس “تمشي على حبل مشدود”، فهي من جهة تدعم الهجمات في القدس والضفة، وتعمل للحفاظ على حالة الهدوء غير المسبوقة في قطاع غزة، منذ العملية الأخيرة “حارس الأسوار” (العدوان الأخير في مايو/أيار الماضي).
واعتبر أن أي توتر في القدس والأقصى سيكون ذات طابع خطير قد يؤدي إلى إشعال الأوضاع بشكل كبير وقد تمتد إلى الضفة وربما مناطق “الخط الأخضر”، مشيرًا إلى أن الشرطة الإسرائيلية كثفت من قواتها في البلدة القديمة بعد عملية أمس، وكذلك الجيش الإسرائيلي يستعد ليقظة في وحداته بالضفة على أمل أن لا يحدث ذلك مرة أخرى كما جرى قبيل عملية “حارس الأسوار” والأحداث التي رافقتها.
وأشار إلى أن زعيم حركة حماس يحيى السنوار استخدم الأحداث التي اندلعت في القدس في مايو/ أيار الماضي، لتقديم عرض عن قدرة منظمته، فتم إطلاق 6 صواريخ من غزة باتجاه القدس، ما أثار ردًا إسرائيليًا حادُا تمثل بالعملية العسكرية، وفي عهد حكومة نتنياهو وقع هجوم قرب المسجد الأقصى في عام 2017 قتل خلاله شرطيين إسرائيليين، ودفع ذلك تلك الحكومة لوضع البوابات الالكترونية، ما أدى إلى أزمة إقليمية وكذلك “هبة فلسطينية”، ودفعت إلى إشعال الأوضاع بالضفة، إلى جانب خلافات داخلية في إسرائيل، وتوتر شديد في العلاقة مع الأردن، قبل أن تضطر لإزالة تلك البوابات.
وأعرب هرئيل عن أمله في أن لا يلجأ رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالي نفتالي بينيت في الاستماع لأراء اليمين المتطرف وغيرهم ممن دعوا مجددًا لإعادة البوابات الالكترونية.
وأشار المحلل العسكري الإسرائيلي، إلى أن حماس كما في عمليات سابقة، سعيدة باغتنام الفرص، فمنفذ عملية أمس من أعضائها البارزين، كما أنها سارعت بتبني الطفل عمر أبو عصب الذي نفذ عملية الطعن يوم الأربعاء الماضي في القدس.
ولفت إلى أن أهم ما يشغل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حاليًا، إمكانية تقليد الهجمات الأخيرة، خاصةً أنها وقعت في محيط المسجد الأقصى، وهو ما يثير مشاعر دينية ووطنية لدى الفلسطينيين وسعي مزيد منهم للسير على خطى منفذي تلك العمليات.
وبين أن هناك مخاوف من تأثير العمليات الأخيرة بالقدس على ساحة الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن “ضعف سيطرة قوات الأمن الفلسطينية على بعض المناطق وخاصةً في ظل ما تشهده جنين من استخدام الأسلحة وخوض اشتباكات ضد السلطة، يمكن أن يزيد من الهجمات ضد إسرائيل”. بحسب ما قال.
ولفت إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تتابع عن كثب فيما إذا كانت الأحداث الأخيرة في القدس ستؤثر أيضًا على جبهة غزة التي تعيش حالة هدوء كبير منذ العملية الأخيرة، لافتًا إلى أن هناك مخاوف من أن حماس تحاول الاستمرار في “لعبة مزدوجة” بتشجيع الهجمات بالقدس والضفة على أمل أن يؤدي ذلك إلى تقويض استقرار حكم السلطة وعلاقاتها مع إسرائيل، ومن جهة أخرى الحرص على عدم التصعيد من جبهة غزة لتجنب مواجهة عنيفة جديدة يمكن أن تلغي الانجازات التي تحققت في الأشهر الأخيرة من تسهيلات اقتصادية وغيرها.
ويختم هرئيل، بالقول “لكن التجربة السابقة – آخر مرة حدث ذلك في مايو/ أيار – تثبت أن حماس تجد صعوبة في الالتزام بهذه السياسة وتميل أحيانًا إلى شد الحبل مع إسرائيل بطريقة قد تؤدي إلى تصعيد في الجنوب أيضًا”.
من جهته قال تال ليف رام المراسل والمحلل العسكري لصحيفة معاريف العبرية، إن الهجوم بالأمس في القدس أدى إلى إغراق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في مشكلتين مقلقتين، الأولى تتمثل فيما يجب القيام به لمنع “عمليات ملهمة” في المستقبل، وكيفية التعامل مع إضعاف السلطة الفلسطينية وتقوية حماس.
وأشار رام، إلى أن عملية أمس رغم أنها الهجوم الثاني في أقل من أسبوع في القدس، إلا أن المعطيات لا تشير إلى أنه سيكون هناك زيادة في عدد الهجمات خاصةً في ظل رفع مستوى اليقظة لدى القوات الإسرائيلية.
ولفت إلى أن العمليات الأخيرة قد تكون نفذت على خلفية ما يجري في الشيخ جراح والصراع الديني الدائر حول المسجد الأقصى، معتبرًا أن تنفيذ عملية أمس من قبل ناشط بارز من حماس وأحد رجال الدين، بمثابة “تهديد غير معتاد”، ويظهر مدى صعوبة وصف ومعرفة من سينفذ العملية المقبلة.
وبين أن القدس ستبقى كعادتها المحور الرئيسي الذي قد يؤدي إلى اشتعال الأوضاع، مشيرًا إلى أن حماس تواصل محاولة ذلك من خلال دعوتها المتكررة لتصعيد الأحداث.
وأشار إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ترى أن حماس تعمل على تقوية نفسها في الشارع الفلسطيني بالقدس والضفة، وهذا قد يشير إلى “حقبة جديدة” على وشك التطور وهذا ما يقلق إسرائيل والسلطة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن إسرائيل ترى في تحسين الوضع الاقتصادي للفلسطينيين سيكون عامل يمكنه كبح جماح حماس أمام محاولاتها لإشعال الأوضاع.
ولفت إلى أن إسرائيل تواجه صعوبات في إحباط الهجمات بالقدس بسبب أن المنفذين يحملون “الهوية الزرقاء”، وليسوا من سكان الضفة الغربية.
من ناحيته قال يؤاف ليمور المراسل والمحلل العسكري لصحيفة يسرائيل هيوم، إنه يجب على إسرائيل أن تضع حدًا لـ “اللعبة المزدوجة” التي تمارسها حماس وأن تنقل رسالة واضحة للحركة التي تسيطر على غزة أن الهدوء أو التصعيد يجب أن يكون على جميع الجبهات، مشيرًا إلى أن حماس تسعى لتثبيت الهدوء بغزة وفي نفس الوقت تعمل على إشعال الأوضاع بالضفة والقدس.
وأضاف “يجب على إسرائيل أن تنقل رسالة مفادها أن نتائج الهجمات في القدس والضفة ستنعكس على غزة أيضًا”.
وأشار إلى أن هناك مخاوف من موجة هجمات جديدة بقيادة حماس في غزة.
ولفت إلى أن التحقيق الأولي في عملية أمس يظهر أن منفذها الشهيد فادي أبو شخيدم تصرف بمفرده على الرغم من انتماه لحماس، إلا أن يبدو لديه شركاء، مشيرًا إلى أن التحقيق يركز حاليًا فيما إذا تعلقى تعليمات أو تمويلًا لتنفيذ العملية ومن أين حصل على السلاح النوعي الذي استخدمه والذي يبدو أنه تم تهريبه أو بيعه من قبل مجرمين أو عناصر أخرى.
وبين أن شخصية أبو شخيدم لا تتوافق مع الصورة الأخرى لمنفذي العمليات الأخرى، فهو يبلغ من العمر 42 عامًا، ومتزوج وأب لأطفال، ومن المحتمل أنه على عكس بعض منفذي العمليات في السنوات الأخيرة، فإنه دافعه كان أيديولوجيًا وليس شخصيًا.
وقال إن القدس كانت ولا تزال الهدف الرئيسي لأي هجمات لا سيما البلدة القديمة التي تضم عددًا كبيرًا نسبيًا من الأهداف.
وأشار إلى أن اليقظة للشرطة الإسرائيلية منذ عملية “حارس الأسوار” أدت لإحباط هجوم أكبر.
ولفت إلى أن هناك مخاوف حاليًا من أن يكون هناك موجة هجمات في ظل جهود حماس للدفع باتجاه شن مثل هذه العمليات، وضعف قوة السلطة بالضفة، ومحاولات تقويض مكانتها، وكذلك لأسباب تتعلق بالوضع الاقتصادي، إلى جانب مكانة القدس والأقصى بالنسبة للفلسطينيين.
(القدس)