د. حسن طلب يكتب : جمال حمدان

profile
د. حسن طلب شاعر مصري
  • clock 16 أبريل 2021, 11:22:33 م
  • eye 1135
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تحية محبة وامتنان

ل جمال حمدان في ذكراه واليوم كتب الشاعر الكبير حسن طلب هذه السطور .. وقصيدته الجميلة عن "جمال"


من يملك البشرى؟

اليوم حلت ذكرى رحيل علم مصر الفذ "جمال حمدان 1928- 1993" ؛ نشكر الشاعرة الصديقة د.رباب الشيتى؛ التى نبهتنا إلى ذكرى من حورب من الصغار فى حياته وتجوهل بعد رحيله، لولا أن انتبهت الهيئة المصرية العامة للكتاب أخيرا، فأعاد رئيسها د. هيثم الحاج على نشر أعماله وأختاره شخصية العام فى معرض الكتاب الأخير. أما هذه هى القصيدة فقد أهديتها إلى روحه، ونشرتها عقب رحيله فى 17 أبريل 1993:-  

من يملك البشرى؟!


حذارِ.. فهذه ليست زبرجدةً

ولكن فيضُ وسوسةٍ

وتلويحٌ باعلامٍ منكَّسةٍ

وتعريفُ انكسارٍ بانتصارٍ

واختصارُ هزيمةٍ فى زفرةٍ حرَّى

أو استحضارُ شعبٍ فى زُمردَةٍ

وتأريخٌ لأفئدةٍ بأسندةٍ مؤكدةٍ

وعزلُ جروحِها: كلّا على حِدَةٍ

لِتوضعََ فوق منضدةٍ

مِن استهلال تمثيليةِ الحربِ الأخيرةِ..

واختتامِ فصولِها بتبادلِ السفراءِ قبلَ تبادلِ الأسرَى

إلى استشهادِ أغنيةٍ على جُثمانِ مُنشدةٍ مُغرِّدةٍ

نعمْ.. من سبْىِ سيدةٍ

إلى مأساةِ شاتيلا وصَبرا!

* *

من يملِكُ الأجْرَا

لأبيعَهُ النصرَا!

 * *

أجلْ ليست زبرجدةً.. ولكن رَجعُ تلبيَةٍ

     وتعزيَةٌ بتعريَةٍ لِتوْريةٍ

لكى يتكاشف الأحياءُ والموتى

فيشكو بثَّهُ مَن عاش مُضطرَّا 

     إلى مَن مات مضطرَّا!

أجل ليست زبرجدةً.. ولا شعرا!

* *

من يملك الأولى

لأبيعه الأخرى!

 * *

أجل ليست زبرجدةً.. ولكن بدءُ تهيئَةٍ

 وتوطئةٌ لتبرئةٍ بتخطئةٍ

ودفعُ هزيمةٍ بهزيمةٍ أزْرَى

أو استنساخُ سيئةٍ بسيئةٍ

ووجهُ حضارةٍ عبْدٌ

يصادرُ جسمَها الحُرَّا!

* *

من يملكُ الشرَّا

لأبيعَهُ الخيْرَا!

 * *

 أجل.. ليست زبرجدةً ولا دُرَّا

ولكن محضُ توبيخٍ.. وتشديخٌ ليافوخٍ بسِيخٍ

واجترار حكاية الهر الذى هزم الهزبرا!

                     وعمومُ توسيخٍ

وتفريخٌ لدجَّالٍ مَسيخٍ.. يملأ الأرضِينَ كُفرَا

      لا يُغادِرُ مِن صريخٍ!

وهى نصفُ حقيقةٍ حُلوٌ

يُلاوطُ نصفَها المُرَّا!

* *

من يملكُ المَجرَى

لأبيعَهُ النهرَا!

* *

أجل ليست زبرجدةً ولا شِعرَا

ولكن ملتقَى ناريْنِ:

نارٍ أوشكتْ تأتِى.. وأخرَى شِبهُ مُوشكَةٍ

وقد آنسْتُ مِن كِلتيهِما: شررًا وشرَّا!

فغضبتُ.. قلتُ: أريكَ ما قد ساءَ.. أو سَرَّا:

عتادًا دون معركةٍ.. وبدرًا ميتًا بجوارِ ليْلكَةٍ

وجمهوريةً فى زِىِّ مملكةٍ

ونهرًا غادرَ المجرَى!

* *

مَن يملكُ السِّعرَا

لأبيعهُ مِصرَا!

* *

أجل ليست زبرجدةً ولا نثرَا

ولكن محضُ فذلكةٍ

وتأفِكَةٌ لكل يدٍ بغيرِ الجمرِ مُمسِكةٍ

وتلخيصٌ لهذى الحكمةِ الكبرَى:

كلُّ ابنِ أنثى صائرٌ يومًا لتهْلُكةٍ

ولا سِيَما: إذا عربيةُ الميلادِ والمسْرَىَ!

* *

من يملك البُشرى

لأبيعه: ما ليس يُشرى؟!

=============

كلمات دليلية
التعليقات (0)