- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
جون أفريك: الصحراء الغربية في قلب الدبلوماسية الآسيوية تجاه المغرب
جون أفريك: الصحراء الغربية في قلب الدبلوماسية الآسيوية تجاه المغرب
- 27 أغسطس 2022, 7:39:41 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تحت عنوان: “الصين، اليابان، الهند… الصحراء في قلب السياسة الآسيوية للمغرب”، قالت مجلة “جون أفريك” الفرنسية إن على الرغم من التبادلات الاقتصادية الخجولة بين المملكة المغربية وآسيا، فإن هذه القارة تدعم بالإجماع تقريبًا الموقف المغربي بشأن الصحراء الغربية في الأمم المتحدة، وأن الرباط، من جانبها، لا تدخر جهدا لتعزيز علاقاتها مع جميع الدول الآسيوية.
“جون أفريك” أشارت إلى أن الرباط افتتحت في الـ17 مارس الماضي سفارة الفلبين بحضور وزير الخارجية الفلبيني. في غضون ذلك، وقع رئيس الدبلوماسية المغربية مع نظيره الفلبيني اتفاقية ومذكرتي تفاهم تتعلقان بالطيران المدني وإنشاء آلية للمشاورات السياسية بين البلدين، لا سيما في شؤون العلاقات الدولي.
وأعرب الوزير الفلبيني وقتها عن دعم بلاده “القوي” لوحدة أراضي المغرب، واصفا خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء بأنها “أساس جيد”. وهما حليفان كبيران للولايات المتحدة، أقاما علاقات رسمية في عام 1975، عام المسيرة الخضراء إلى الصحراء التي نظمها الملك الحسن الثاني. في عام 2025، سيحتفل البلدان بمرور خمسين عامًا على العلاقات الدبلوماسية. تم افتتاح أول سفارة فلبينية في الرباط، قبل إغلاقها عام 1986 والتي فتحت فصلاً سياسيًا مضطربًا في الفلبين.
وتابعت “جون أفريك” القول إن تاريخ العلاقات بين المغرب والفلبين له نكهة خاصة، موضحة أن ذلك هو الحال أيضًا مع دول أخرى في القارة الآسيوية: الصين بداية، والتي كان المغرب أول دولة أفريقية تعترف بجمهوريتها الشعبية في عام 1958، أو حتى فيتنام التي شارك المغاربة معها النضالات ضد الاستعمار (…) وبعد مجيء عهد محمد السادس في عام 1999- حيث تمثل الصحراء أهم أولويات سياسته الخارجية- شق المغرب طريقه إلى مختلف المنتديات مع آسيا: منتدى التعاون الصيني (FOCAC) الذي انطلق في عام 2000، منتدى التعاون الصيني العربي (FSA) الذي تم إطلاقه في عام 2004، والشراكة الاستراتيجية الجديدة لإفريقيا وآسيا (NAASP) التي تأسست في عام 2005، وحوار التعاون الآسيوي (ACD) الذي تأسس في عام 2002 والذي أصبح فيه المغرب شريكًا في التنمية في عام 2008، رابطة دول جنوب شرق آسيا (ASEAN) التي كان المغرب عضوًا مراقبًا فيها منذ عام 2008، أو حوار آسيا والشرق الأوسط (AMED) الذي تم إطلاقه في عام 2004.
من خلال هذه الاستراتيجية، نجح المغرب في أن يصبح منصة أفريقية وشرق أوسطية للدول المستثمرة، كما هو الحال بالفعل مع اليابان من خلال اتفاقية “تيكاد” (مؤتمر طوكيو الدولي حول التنمية الإفريقية). على الصعيد السياسي، يأمل المغرب في الحصول على دعم في قضاياه الإقليمية. وتبدو استراتيجيته مربحة، تقول “جون أفريك”، مشيرةً إلى اختفاء الاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ودعم البوليساريو تقريبًا من القارة الآسيوية، باستثناء كوريا الشمالية، وبدرجة أقل إندونيسيا وفيتنام، اللتين تحافظان على موقف دقيق: التوافق بين الأطراف المختلفة في إطار الأمم المتحدة ودعم ما يسمى بصيغة “المائدة المستديرة” التي يدافع عنها المغرب.
وتعمل الدبلوماسية المغربية منذ عدة سنوات على زيادة الاجتماعات مع هاتين الدولتين لتطوير التجارة والتعاون بينهما. ففي عام 2021، قررت كل من المغرب وفيتنام، اللتين تتشاركان ستين عامًا من العلاقات، دعم بعضهما البعض داخل العديد من المنظمات الدولية، بما في ذلك منظمة الفرنكوفونية، دون تحديد ملامح هذا الدعم، تشير المجلة الفرنسية.
وتوقفت “جون أفريك” عند التقارب بين المغرب والصين، والذي قالت إنه ينعكس على سلوك المملكة مع باكستان، الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك أسلحة نووية. كما اعتبرت المجلة أن موقف الهند البراغماتي يشترك فيه عملاق آسيوي آخر هو اليابان، البلد المحافظ للغاية والذي أدرك أن الشراكة مع المغرب تصب في مصلحته أكثر من الشراكة مع البوليساريو.
وتستثمر اليابان في الإلكترونيات والسيارات وحتى الخدمات الاجتماعية من خلال الصندوق الائتماني الياباني، الذي يتدخل في المجالات المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية.
أما مع الصين، فأوضحت “جون أفريك” أن المغرب يتبع نفس النهج تجاه وحدة أراضيها، في شكل تبادل المواقف الجيدة: لا تعترف بكين بالجمهورية الصحراوية، والرباط تعتبر تايوان مقاطعة صينية. ويعتبر المغرب دولة محورية بالنسبة للصين في مشروعها الضخم “طرق الحرير الجديدة”. وحتى الآن، وصلت المبادلات التجارية بين البلدين إلى 6 مليارات دولار فقط في عام 2021، لكنها ارتفعت بنسبة 50 في المئة منذ عام 2016. وهناك أكثر من 80 مشروعًا استثماريًا صينيًا قيد التطوير حاليًا في المملكة (المدينة الصينية المغربية محمد السادس Tanger Tech).
وفيما يخص كوريا الجنوبية، أوضحت “جون أفريك” أنها هي أيضًا دولة ذات أهمية خاصة للمغرب، حيث ترغب في تطوير التعاون الثقافي والتكنولوجي والمالي مع هذا البلد. في عام 2018، أظهر البلدان الرغبة المشتركة في “خلق زخم جديد” في علاقاتهما، ثم أيد الكوريون الجنوبيون تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) في الصحراء، بينما دعموا الموقف المغربي لخطة الحكم الذاتي. حاليًا، تقوم شركة بناء السفن الكورية Dae Sun Shipbuilding ببناء ناقلة نفط بقيمة 20 مليون دولار لشركة Petrocab ومقرها الدار البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، أنشأت كوريا الجنوبية في المملكة حوالي ثلاثين شركة.
تضاف إلى الدول السابقة “الدول الصغيرة” في آسيا- مثل أذربيجان وتركمانستان وكازاخستان، وهي دول غازية وأغلبية سكانها من المسلمين- تعتبر هذه الدول المغرب أحد شركائها الرئيسيين في العالم العربي، وتدعمه في خطة الحكم الذاتي للصحراء الغربية.