- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
فوزمحمد إبراهيم أبو سنة و شوقي بغدادي بجائزة أحمد شوقي الدولية للشعر
فوزمحمد إبراهيم أبو سنة و شوقي بغدادي بجائزة أحمد شوقي الدولية للشعر
- 22 مارس 2021, 2:17:17 م
- 902
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
حصد الشاعران المصري محمد إبراهيم أبو سنة والسوري شوقي بغدادي جائزة أحمد شوقي الدولية للإبداع الشعري التي أعلنها مساء أمس الشاعر الدكتور علاء عبد الهادي رئيس اتحاد كتاب مصر ضمن احتفالاته بيوم الشعر العالمي, وتتضمن الجائزة 100 ألف جنيه مصري لكل شاعر مع منحه تمثالا برونزيا للشاعر أحمد شوقي.
وقال الدكتور علاء عبد الهادي الذي يرأس اتحادي كتاب مصر والعرب إن مجلس الأمناء يضم الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي والدكاترة يوسف نوفل ومحمد حمدي إبراهيم وأحمد درويش، وتقتصر عضويته فقط على هذه الأسماء البارزة في الشعر والنقد المصري، ورغم أنه لا يضم أيًا من رموز المبدعين والنقاد العرب إلا أنه يحق له طلب الاستشارة منهم، ومن النقاد الغربيين أيضا وهو يمنح جوائزه التي تبلغ قيمتها مائة ألف جنيه مصري، وتزيد على ستة آلاف دولار أمريكي، يحصل عليها كل فائز، فضلا عن التمثال البرونزي الذي صممه الفنان سيد عبده سليم للشاعر أحمد شوقي، ويقوم في كل دورة بنقش اسم الحاصل على الجائزة باللغات الأربعة، العربية والانجليزية والفرنسية والألمانية.
أما عن تقرير اللجنة، وحيثيات الفوز فأشار عبد الهادي إلى أنها سوف يتضمنها كتاب يتم إعداده حاليا ليكون في المتناول قبل إقامة احتفالية تسليم الجوائز التي سوف يحضرها أبو سنة وبغدادي بالاضافة إلى عدد كبير من رموز الشعر والإبداع في مصر والعالم العربي.
وجاء في البيان الذي أصدره عبد الهادي بمناسبة إعلان أسماء الفائزين بالجائزة والتي تأتي ضمن احتفالات الاتحاد المصري باليوم العالمي للشعر إنها تمثل نوعا من الاحتفاء بالشعر والشاعر في هذا اليوم من كل عام، ولفت إلى أن الجائزة تم إقرارها من خلال الجمعية العمومية للنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، وإفرادها للشعر في مارس 2018.
وتحدث البيان عن أحمد شوقي (1868-1932م)، ووصفه بأنه الوعد الشعريّ القابع في التاريخ الذي انتظره الشعر العربي وأبى أن لا يشرق إلا بعد عشرة قرون خلت من بعد المتنبي، وركود اطرد طويلاً، لكن شوقي أتي ليرجعه إلى سيرته رفيعة الشأن في أعلى تجلياتها، وقد صار بذلك موضعًا للإكبار والإكرام. حتى بعد وفاته في 13 أكتوبر 1932، فقد كان حقيقًا بما بلغه من تفردٍ وصيت وشهرةٍ ونبوغ.
وذكر رئيس اتحاد كتاب مصر أن شوقي أخذ الشعر العربي وسار به إلى مرحلة البعث والتجديد، ومدّه بأسباب القوة والحياة. ولم يأت بعده من يستطيع أن يتبوأ مكانته الشعرية في مصر والعالم العربي بتأثيره الواسع على الشعريات العربية المتعاقبة.
وقال البيان إنه رغم مكانة شوقي إلأ أن الثقافة المصرية مؤسسة وأفرادًاـ حكوماتٍ ووزراء ثقافةٍ لم تفرد له منذ موته حتى الآن جائزةً تخلد اسمه، وتؤكد موقعه الفريد في الشعرية العربية الحديثة، تكرمه في تراثه، وتذكر الأجيال الشعرية العربية على اختلاف مشاربها بنبوغه الفذ، وتدعو إلى الاقتداء بسيرته.
وهذا التجاهل هو ما دفع النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر إلى تخليد ذكراه بإفراد جائزة دولية باسمه، تمنح إلى شاعرين كبيرين أحدهما مصري والآخر عربي، وذلك وصلا لمنجز أحمد شوقي، وإحياءً لمكانة الشعر والشعراء في يوم الشعر العالمي، وقد اهتم مجلس أمناء الجائزة وهو يضع شروطها أن تتضمن أعمال الفائزين بها أهمّ السمات الجمالية القارة في شعر أمير الشعراء.
وفي البيان تحدث عبد الهادي عن الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة وقال إنه قطع رحلة طويلة من ديوانه الأول "قلبي وغازلة الثوب الأزرق" سنة 1965، استغرقت ما يزيد على خمسة وخمسين عامًا من الشعر، الملئ بالحس، وبمفردات الوجود والحياة في عوالمها، وقد قنع بالفطرة الجمالية، واقتنع بشعور الانتماء المطبوع بالحيْرة والغربة في عالمٍ يراه فاسدًأ ولا سبيل إلى محاربته بغير الشعر، والذي جاء عامرا بنظرة جمالية حزينة مستغرقة، لا يفسد صفاءها الشعري ما يمور حولنا من فسادٍ وقبح، وقد تحرك بين واقعٍ معيشي يرفضه ولا يملك تغييره، ومحتملٍ يبتغيه، ويقيمه في القصيدة، فجاء صوته مميزًا بين شعراء الستينيات.
وأشار عبد الهادي إلى أن القيم الجمالية المنثورة ومن بينها قيمٌ وطنية وأخلاقية رفيعة أطلت من شعره الذي ظل يتميز بحضورٌ خاص يمسّ الوجدان مباشرة، وهو سر خصوصيته في التجربة الشعرية المعاصرة، التي أفصحت عنه أعمال مثل "حديقة الشتاء" 1969، و"الصراخ في الآبار القديمة" 1973، و"البحر موعدنا" 1982، و"رقصات نيلية" 1993، و"أغاني الماء" 2002 و"رماد الأسئلة الخضراء"، و"ورد الفصول الأخيرة"، و"شجر الكلام".
أما عن الشاعر السوري شوقي بغدادي فذكر عبد الهادي في بيانه أنه ولد في بانياس -على الساحل السوري- عام 1928م، وتخرج في جامعة دمشق حاملاً إجازة في اللغة العربية وآدابها وأنه يبحث عن قيم الحرية والعدل، وله صوته الفريد والخاص به منذ ديوانه الأول "أكثر من قلبٍ واحد" الذي صدر في بيروت 1955. مرورا بديوانه "صوت بحجم الفم"، بغداد 1974،. وديوانه "قصص شعرية قصيرة جدًّا" دمشق 1981. وقد توج مسيرته الشعرية بديوان "شيء يخص الروح" وله أعمال شعرية ونقدية بارزة على مدار خمسةٍ وستين عاما هي عمر تجربته الشعرية.
ويرى عبد الهادي أن شوقي بغدادي يسعى في عالمه الشعري إلى عدالة فقدت، وإلى "شيء يخصّ الروح"، وراح من خلال شعره يبحث عنه، أما عن مسيرته الشعرية فلم يتنكب طريق التجريب في إطار فهمه الخاص بالالتزام، ولم يبتعد عن التجديد في إطار حسّه الخاص بوطأة الزمن وحراكه. أما عن الحبّ فجاء ممزوجًا بوطأة بحثه الدؤوب عن مثل الحرية والعدل والجمال وبإخلاص يصل إلى حد البراءة رافضا وطأة الاتصال وغربة الانقطاع معًا وهذا سرّ خصوصيته. وسبب فرادة صوته القادر على التأثر بالمعيش واليومي، والتأثير به.
من جهته قال الدكتور يوسف نوفل عضو مجلس الجائزة، إن الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة، صاحب مسيرة شعرية متصلة العطاء والإبداع على مدى تعدى ستة عقود من الزمان، منذ صدور ديوانه الأول في بيروت زمن الستينيات، وهو "قلبي وغازلة الثوب الأزرق" الذي يعتد به كثيرا مثلما تعتد به الحركة النقدية، واصلا إبداعاته التي بلغت 14 ديوانا، ومسرحيتين شعريتين، هما "حمزة العرب" و"حصار القلعة"، كما قام بتقديم صياغة شعرية لمائة قصيدة من الشعر الأرمني.
وذكر نوفل أن أبو سنة تجاوز الثمانين من عمره المديد وما زال يواصل تحليقه في مملكة الشعر العربي بأفاقها المترامية لا في مصر وحدها بل في العالم العربي كله، ويحصد الجوائز المحلية والعربية والدولية، ومرفرفا بشعره بأحرف غير عربية فيما ترجم من قصائده إلى اللغات الأخرى.
وأضاف أن أبو سنة شاعر يحتل منزلته المرموقة بعربيته المعاصرة، ويتفرد بسماته وخصائصه الفنية التي رسمت شخصيته الشاعرة في خريطة الشعر العربي المعاصر، والتي لفتت أنظار نقاد الشعر في العالم العربي منذ الستينيات، وأقبلوا على جميعها بالدرس والتحليل، وعكف كثير من الباحثين في الحقل الأكاديمي الجامعي على دراسة الجوانب الفنية المتعددة في إبداعه الشعري في عدد ضخم من الرسائل العلمية من الماجستير والدكتوراه.
ولم يتوقف إخلاصه للشعر على هذا الدور الإبداعي الخلاق، بل أضاف إلى مثابرته على الإبداع الشعري، وأولى جانبا من اهتماماته إلى تحليل النص الشعري، وتذوقه، ودرسه، ليتكامل دوره الشعري، ابداعا ونقدا ولينال الجائزة عن جدارة واستحقاق.
أما الناقد الدكتور أحمد درويش فقد أشار في كلمته التي تحدث فيها عن حيثيات حصول الشاعر السوري شوقي بغدادي على الجائزة إلى أنه تجاوز الثالثة والتسعين من عمره، ولد في عشرينات القرن الماضي الذي شهد وصول رواد الشعر العربي في سنوات متتالية، فقد كان عام 1923 ميلاد نزار قباني، ونازك الملائكة، و1926 ميلاد بدر شاكر السياب، أما هو فقد ولد في عام 1928 في بانياس، مع زملائه خلال الثلاثينيات الغنية الثرية صلاح عبد الصبور، ومحمد الماغوط 1934، وأحمد عبد المعطي حجازي 1935، ثم فاروق شوشة 1936، واخيرا محمد إبراهيم أبو سنة 1937.
وذكر درويش أن هؤلاء الشعراء قادوا حركة التجديد في الشعر العربي، وكان من بينهم الشاعر شوقي بغدادي الذي درس اللغة العربية في الجامعة السورية وتخرج فيها عام 1952، وبدا شاعرا يختار طريق التجديد ويحتذي خطى الشاعر العراقي بدر شاكر السياب الذي يكبره بعامين، وقد صدرت دواوينه متتابعة منذ بداية الخمسينيات، وكان أولها ديوان "أكثر من قلب واحد" عام 1955، ثم توالت أعماله التي يرصد فيها معاناة وطنه عبر دواوين كثيرة لمس في قصائدها النبض السوري وأصر على أن يبقى في بلده لا يغادره، ويرصد دموع وأحزان السوريين التي تراكمت.
وأشار درويش إلى أن شوقي بغدادي يتنبنى قصيدة التفعلية ويستفيد من كل المدارس الفنية والقراءات الأدبية ومدارس الرسم والتصوير والخيال وقد وضع ذخيرة شعرية عظيمة انحاز خلالها للقيم الإنسانية، وإلى الضعفاء والبسطاء والباحثين عن التمرد الإيجابي.
يذكر أن جائزة أحمد شوقي في الدورة الأولى حصل فاز بها الشاعر المصري أحمد عبد المعطي حجازي واليمني عبد العزيز المقالح.