- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
تقييم إسرائيلي: يحيى السنوار خدعنا ولن يستسلم
تقييم إسرائيلي: يحيى السنوار خدعنا ولن يستسلم
- 6 نوفمبر 2023, 6:17:59 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
سلطت صحيفة "فايننشال تايمز" الضوء على زعيم حركة حماس في غزة، يحيى السنوار"، الذي تستهدف إسرائيل اغتياله، واصفة إياها بأنه "الميّت الحي الذي خدع إسرائيل لعقود".
وذكرت الصحيفة البريطانية، في تقرير لها، أن السنوار، وقبل عقود مِن هندسته عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر، كان سجيناً لدى إسرائيل بحكم عسكري بتهم تنفيذ عمليات قتل، وتعلم العبرية خلال فترة سجنه.
وقال ميخا كوبي، الذي حقق مع السنوار خلال فترة سجنه: "لقد قرأ كل الكتب التي ظهرت عن الرموز الإسرائيلية البارزة، مثل مناحم بيجن وإسحق رابين، وتعلم مِن القاع وتدرجَ إلى القمة".
ولم تمض سوى 15 عاماً على سجنه حتى أظهر السنوار طلاقة باللغة العبرية في لقاء مع قناة إسرائيلية تلفزيونية، حثَّ فيه الرأي العام الإسرائيلي على دعم الهدنة مع حركة حماس، بدلاً من الحرب، قائلا: "نفهم أن إسرائيل تجلس على 200 رأس نووي، وأكبر قوة متقدمة بالمنطقة، وليست لدينا القدرة على تفكيك إسرائيل".
ورغم كل هذا فقد أصبح السنوار (61 عاماً) أكبر مطلوب لدى إسرائيل، وحمله رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، مسؤولية "طوفان الأقصى"، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي.
ويقول المسؤولون الفلسطينيون إن حوالي 9770 شخصاً استشهدوا في غزة، منذ بداية العملية الانتقامية لجيش الاحتلال، حيث دمرت مساحات واسعة من القطاع بغارات جوية وقصف مدفعي وغزو بري.
وقبل "طوفان الأقصى" كان لدى إسرائيل تجربة 40 عاماً في التعامل مع السنوار، لكن هذه المعرفة جعلت المخابرات الإسرائيلية "متواطئة نوعاً ما" في عملية خداع للقيادة الإسرائيلية، بحسب تعبير الصحيفة البريطانية.
فقد كان تقدير الاستخبارات، عشية يوم "طوفان الأقصى"، أن السنوار متطرف خطير، لكن اهتمامه هو توطيد سيطرة حماس على القطاع، والحصول على تنازلات اقتصادية، وليس محاربة إسرائيل، وكان سوء قراءة شخصيته مقدمة لأكبر فشل أمني ذريع.
وتقول الصحيفة إن الصورة التي قدمها عددٌ من الأشخاص الذي قضوا فترة مع السنوار لعدة عقود تفيد بأنه شخصية جذابة وعصبي المزاج، وله حضور طاغ.
ويتذكر كوبي تحقيقه مع السنوار، عام 1989، عندما اعترف بالقتل، وكان ذلك في ذروة الانتفاضة الأولى، وكانت مهمة كوبي ملاحقة أعضاء حماس، والتي كانت في بداياتها بغز، مشيرا إلى أن السنوار كان معروفاً بكنية "أبو إبراهيم"، وساعدَ على بناء الجناح العسكري لحماس "كتائب القسام"، ولكن اعتقاله في نهاية الثمانينات كان بسبب ملاحقته المتعاونين، أو المشتبه بتعاملهم مع إسرائيل.
ويزعم كوبي أن السنوار تفاخر بالتعذيب الذي مارَسَه على عميل لإسرائيل من فصيل آخر، وطلب من شقيق هذا العميل، وهو أحد عناصر حماس، أن يدفن شقيقه.
وأدانت محكمة إسرائيلية سرية السنوار بقتل 12 شخصاً،. وفي السجن أصبح زعيم كل سجناء حماس في المعتقلات الإسرائيلية. وأجريت له عملية، عام 2004، لإزالة ورم على دماغه، حسب زعم السلطات الإسرائيلية.
وبحسب تقييم استخباراتي إسرائيلي، في ذلك الوقت، عنه فهو "قاس وسلطوي ومؤثر يقبل به أصدقاؤه، ولديه قدرة غير طبيعية على التحمّل والدّهاء، وقادر على التلاعب، وراضٍ بالقليل، وسريّ حتى داخل السجن وبين بقية السجناء، ولديه القدرة على تأجيج الجماهير".
نشأ السنوار في خان يونس، جنوب غزة، وظهر على المشهد السياسي في بداية الثمانينات من القرن الماضي كناصح لزعيم حماس الروحي الشيخ أحمد ياسين، وكان جارا لمحمد الضيف، قائد القسام العسكري، في خان يونس.
وبالإضافة إلى المساعدة على بناء الجناح العسكري لحماس، كان السنوار مسؤولاً عن الجهاز الداخلي السري "مجد"، المكلف بملاحقة العملاء.
وأصبح السنوار شخصاً أسطورياً للفلسطينيين، وبخاصة داخل غزة. وقال عنه ناشط فلسطيني بارز في القدس الشرقية: "يحظى بشعبية في الشارع الفلسطيني".
وخرج السنوار من السجن في عام 2011، بعد 22 عاماً فيه، وكان جزءاً من عملية تبادل شملت ألف فلسطيني، مقابل الجندي الأسير لدى حماس، جلعاد شاليط.
وفي عام 2017، انتُخب السنوار زعيماً لحماس في غزة، وحلّ محلّ إسماعيل هنية، الذي أصبح الزعيم السياسي للحركة، ويقيم حاليا في قطر.
وتحولَ السنوار لزعيم سياسي يقابل الدبلوماسيين الأجانب ويخاطب الجماهير، وتحت قيادته زادت حماس استخدامها للقوة، من الاحتجاجات عند الجدار العازل، إلى البالونات الحارقة، والصواريخ، لإجبار إسرائيل على محادثات غير مباشرة عبر مصر وقطر والأمم المتحدة.
ووافقت إسرائيل على منح تصاريح عمل للغزيين، ودخول الأموال عبر قطر. لكن لا أحد يعرف دافع السنوار لعملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر.
ونقلت الصحيفة عن شخص يعرف السنوار قوله إنه "شخص ينظر لنفسه بأن لديه مهمة في العالم"، لكن التقييم الإسرائيلي عن حماس التي يقودها السنوار أنها "رُدعت عن الدخول في حرب أخرى، وأصبحت مهتمة بعقد اتفاق واسع مع إسرائيل".
ويعتقد المحللون الاستخباراتيون، أن الهجوم الذي نفّذته حماس احتاج عاماً من التحضيرات، ولهذا كان مظهر السنوار البراجماتي "واجهة لشراء الوقت والخداع"، وهو ما عبر عنه كوبي بقوله: "السنوار لن يستسلم، وسيموت في غزة".