تراجع حدة الخلافات بين حزب الله وإسرائيل لعدم وجود مصلحة للطرفين (مترجم)

profile
  • clock 4 يوليو 2024, 8:41:50 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أوردت صحيفة الصين اليومية تقريرا تقول فيه أن  حدة التوترات بين إسرائيل وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران الأسبوع الماضي خفت  بفضل جهود الوساطة التي نجحت في التوصل إلى نقطة مفادها أن الحرب الشاملة بين الجانبين لن تخدم مصلحة أي طرف. سيكون الأمر أكثر منطقية إذا تم أخذ الانتخابات الرئاسية في كل من إيران والولايات المتحدة بعين الاعتبار.

لكن الحوثيين في اليمن والمقاومة الإسلامية في العراق، المدعومتين من إيران، شنتا هجومين مشتركين على الأقل على ميناء حيفا الإسرائيلي الأسبوع الماضي، وزعمتا أن تعاونهما العسكري المناهض لإسرائيل سوف يتكثف. لذا فإن الهجمات الأخيرة على حيفا تشير إلى أن طهران وحلفائها الإقليميين يسعون إلى وضع إسرائيل تحت ضغط دولي مستمر.


وتنظر القوى المناهضة لإسرائيل إلى مواصلة ضغطها العسكري على إسرائيل من الشمال واتجاهات أخرى كامتداد للصراع في غزة، وتأمل في المساعدة في استنزاف الجيش الإسرائيلي وتشتيته، وتأجيج الانقسامات السياسية الداخلية، وبناء التوترات مع حلفاء إسرائيل.
ومع ذلك، فطالما لم تغير حكومة بنيامين نتنياهو معارضتها لإقامة دولة فلسطينية، فإن تجارة العداء المستمرة بين إسرائيل ومنافسيها الإقليميين لن تؤدي إلا إلى جعل الأولى أكثر تصميماً على ضرورة مواجهة العنف بالعنف.


وبدلاً من دفع تل أبيب إلى التفكير جدياً في هدنة مع حماس، فإن الحرب التي تلوح في الأفق في الشمال مع حزب الله، وهي جماعة أقوى بكثير من حماس، لا تؤدي إلا إلى دفع حكومة نتنياهو إلى الاستعداد لمحاولة خلق منطقة عازلة جديدة بطول 10 أميال (16.09 كيلومترًا) فوق حدود إسرائيل الحالية مع لبنان من خلال حرب جديدة.
وهذا يعني أن المحاولات التي تبذلها القوى الإقليمية لمحاولة إجبار إسرائيل على إنهاء هجومها في غزة قد حفزت الوضع على السير في الاتجاه المعاكس، مما أجبر تل أبيب على إعادة تقييم الظروف الأمنية لإسرائيل في اتجاهات أخرى والتصرف وفقًا لذلك.

الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي 

وأوردت الصحيفة في تقريرها ، ورغم أن الولايات المتحدة لا تؤيد الحرب بين إسرائيل وحزب الله، فإنها لن تقف مكتوفة الأيدي بأي حال من الأحوال بينما يواجه أقرب حلفائها الإقليميين تهديدات أمنية أكبر مما كانت عليه قبل اندلاع الصراع في غزة. من خلال إرساء سفينتها الهجومية البرمائية USS Wasp ووحدة المشاة البحرية في ساحل شرق البحر الأبيض المتوسط ​​لإسرائيل، تستعرض الولايات المتحدة قوتها العسكرية في محاولة لردع منافسي إسرائيل الإقليميين.
وقد أعرب مسؤولون مجهولون في البيت الأبيض بالفعل عن غضبهم من "المنطق المزعوم" لحزب الله الذي يجادل بأن إسرائيل ستشهد نهاية لهجمات حزب الله من خلال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس في غزة, مدعيا أن اتفاق وقف إطلاق النار بعيد المنال في غزة من شأنه أن يقطع شوطا طويلا في تهدئة التوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.


من الواضح أنه بينما يحاول حزب الله والحوثيين والمقاومة الإسلامية تقديم الدعم لحماس في غزة من خلال تنسيق حملاتهم المؤيدة لفلسطين، لا تقتنع تل أبيب ولا واشنطن بذلك، حيث أن كل منهما عازم على معالجة التهديدات الصادرة عن هذه الجماعات بشكل منفصل. ولا تزال تل أبيب تركز الآن على غزة، وتسعى إلى تعزيز مكاسبها في القطاع الفلسطيني باعتبارها أصولاً استراتيجية إسرائيلية دائمة، تماماً كما فعلت مع الأراضي الفلسطينية التي احتلتها منذ عام 1967.
 

ويأمل نتنياهو في استغلال زيارته المقررة لواشنطن هذا الشهر، حيث من المقرر أن يلقي كلمة أمام الكونجرس الأمريكي في 24 يوليو للضغط من أجل المزيد من الدعم الأمريكي لحكومته حتى تتمكن من التصدي بشكل فعال للتهديدات الأمنية لإسرائيل، بما في ذلك التهديدات التي يشكلها حزب الله. ولكن واشنطن قد تحاول إقناعه بأن عصفوراً في اليد خير من عصفورين على الشجرة، وذلك لأن المرشح الرئاسي الجمهوري يتبنى موقفاً أكثر واقعية تجاه الطريقة التي ينبغي بها تسوية أزمة غزة.
ويبدو أنه يدرك أن المسؤولية سوف تقع دائماً على عاتق الولايات المتحدة فيما يتصل بإنهاء أزمة غزة.

المصادر

China daily

التعليقات (0)