- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
تحليل لـ"INSS": بوتين يؤمن بدور غزة في التحول لنظام عالمي متعدد الأقطاب
تحليل لـ"INSS": بوتين يؤمن بدور غزة في التحول لنظام عالمي متعدد الأقطاب
- 19 ديسمبر 2023, 10:36:41 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قال "معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (INSS)"، إنه منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يوم 7 أكتوبر الماضي، اتخذت روسيا موقفا مؤيدا لحركة "حماس"، حتى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ربط بين مصير روسيا ومصير الشعب الفلسطيني، إذ يؤمن بدور للعالم الإسلامي في الانتقال من نظام عالمي أحادي القطب، تقوده الولايات المتحدة حليفة إسرائيل، إلى نظام متعدد الأقطاب.
وأوضح المعهد، في تحليل أعده بات تشين ودرويان فيلدمان، أنه "وفقا لتوجه بوتين، فإن إسرائيل تنتمي إلى الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، وهي بالتالي جزء من القطب المعادي لروسيا. ويكشف الخطاب بين الأكاديميين وأصحاب الرأي وخبراء السياسة الخارجية الروس عن إجماع في وجهات نظرهم بشأن هذا التصور".
وتابعا: "لذلك، وعلى خلفية التوترات المتزايدة بين روسيا والولايات المتحدة، يجب على إسرائيل أن تفهم المعتقدات التي تشكل السياسة الروسية".
وأضافا أنه "يتعين على إسرائيل أيضا أن تدرك الدور الحاسم الذي تسنده روسيا إلى العالم الإسلامي في النظام العالمي الجديد الذي تسعى إلى تأسيسه".
هيمنة أمريكية
و"الروايات التي يقدمها بوتين بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس، تزعم أن الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، هو المسؤول عن هذا الصراع وعن صراعات إقليمية أخرى"، بحسب بات وفيلدمان.
وزادا بأن "بوتين يحّمل الولايات المتحدة المسؤولية عن الحرب، فضلا عن فشل العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، بمجرد أن استحوذت واشنطن على دور الوسيط الوحيد وعملت على تهميش اللجنة الرباعية (الدولية للسلام وتتألف من الولايات المتحدة، الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي وروسيا)".
وأردفا: "كما يتهم بوتين الولايات المتحدة بتأجيج نيران الحرب ومحاولة استخدام الفوضى اللاحقة لإضعاف منافسيها، وبينهم روسيا؛ لإحباط ظهور نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، ولضمان بقاء نظام القوة العظمى الواحدة الذي تقوده واشنطن".
و"يؤكد بوتين أن روسيا لا تقف مكتوفة الأيدي، وأنها أطلقت حملة تحرير وطني ضد "الهيمنة الأمريكية" في ساحات القتال في أوكرانيا، حيث سيتم كما يقول تحديد مصير روسيا، والعالم أجمع، بما فيه مصير الشعب الفلسطيني"، كما أضافت بات وفيلدمان.
ومنذ 24 فبراير 2022، تشن روسيا حربا في أوكرانيا، المدعومة من الغرب، تبررها بأن خطط جارتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بقيادة واشنطن، تهدد الأمن القومي الروسي.
العالم الإسلامي
ووفقا للنظرة الروسية، بحسب بات وفيلدمان، "يعد العالم الإسلامي جزءا مهما من البنية المتعددة الأقطاب، وهو قطب سيكون ودودا تجاه روسيا. ومن هنا جاءت جهود موسكو لتعزيز علاقات أقوى مع الدول الإسلامية".
ولفتا إلى تصور ألكسندر دوغين، أحد أبرز المنظرين القوميين الروس، أن الحرب في غزة جزء من صراع أوسع بين روسيا والغرب، وبعد أن تهاجم الدول الغربية ووكيلها الإسرائيلي العالم الإسلامي، ستدرك الدول الإسلامية أن الصراع بين إسرائيل و"حماس" هو جزء من المعركة حول النظام العالمي الجديد، وستفهم حينها بشكل أفضل حرب روسيا في أوكرانيا.
ويعتقد دوغين أن روسيا والصين حليفتان للعالم الإسلامي في المعركة حول عالم متعدد الأقطاب، وسيكون لزاما على كل من هذه الأقطاب أن يثبت حقه في الوجود عبر الصراع: روسيا ضد أوكرانيا، والصين ضد تايوان، والعالم الإسلامي بإيجاد حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وإذا لم يتمكن العالم الإسلامي من الالتقاء لتشكيل قطب موحد، فستتأخر عملية التحول إلى عالم متعدد الأقطاب.
ورأت بات وفيلدمان أنه "يتعين على إسرائيل أن تفهم مواقف روسيا التي تسعى إلى خرق النظام العالمي القائم، وأن تفسر تصرفاتها تجاه تل أبيب والحرب في غزة من هذا المنظور".
واعتبرا أن "الموقف المناهض لإسرائيل الذي اتخذته روسيا منذ 7 أكتوبر هو دليل على أن تل أبيب يجب أن تبدأ بالنظر إلى علاقات موسكو مع مختلف الدول والمنظمات في سياق العالم متعدد الأقطاب الذي تطمح روسيا إلى خلقه".
وفي ذلك اليوم، وردا على جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في محيط غزة.
وقتلت "حماس" في هجومها نحو 1140 إسرائيليا وأسرت قرابة 240 بادلت حوالي 110 منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر الجاري، مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه أكثر من 7800 فلسطيني.