-
℃ 11 تركيا
-
19 أبريل 2025
تحليل سياسي.. حماس تحسم موقفها وتضع الاحتلال أمام خيارين حاسمين
التصعيد مستمر والاحتمالات مفتوحة
تحليل سياسي.. حماس تحسم موقفها وتضع الاحتلال أمام خيارين حاسمين
-
17 أبريل 2025, 8:43:26 م
-
540
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
حماس
قال الدكتور إياد القرا إنهه في تطور سياسي مهم، أعلنت حركة حماس موقفها الرسمي بشكل واضح لا يحتمل التأويل، واضعةً الاحتلال الإسرائيلي أمام مسؤولياته ومكشوفًا أمام المجتمع الدولي، فالمعادلة التي طرحتها الحركة لا تقبل المراوغة: "أوقفوا الحرب، انسحبوا من غزة، أطلقوا الأسرى الفلسطينيين، واستعيدوا أسراكم، وابدؤوا الإعمار."
الطرح الفلسطيني: لا تفاوض بلا نهاية
وأضاف في تحليله السياسي أنه بهذا الإعلان، قطعت المقاومة الفلسطينية الطريق على أي محاولات لإطالة أمد المفاوضات أو فرض شروط مجحفة. الرسالة باتت صريحة: لا حاجة لأي شروط إضافية، بل إن الحلول الواقعية والممكنة أصبحت على الطاولة و هذا الطرح وضع الاحتلال أمام مرآة المجتمع الدولي، عاريًا من المبررات، معزولًا في موقفه المتعنت.
نتنياهو في زاوية ضيقة
وأكد أن السياسات الإسرائيلية، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أصبحت مكشوفة أكثر من أي وقت مضى. فرفض أي حلول حقيقية، والمناورة المكشوفة لفرض شروط استسلام، يؤكدان أن نتنياهو لا يسعى إلى اتفاق متوازن، بل إلى استثمار الحرب لأهدافه السياسية الداخلية، من أجل حماية تحالفاته الحزبية وبقائه السياسي.
كما قال إن اللافت أن الشرخ داخل المجتمع الإسرائيلي أصبح واضحًا. فبينما تسير المؤسسة الأمنية وعائلات الأسرى وحتى الوسطاء الدوليون في اتجاه واحد، يبقى نتنياهو منفردًا في موقفه، معرقلًا أي تقدم، ومغامرًا بمصير الأسرى الإسرائيليين في غزة.
خيارات الاحتلال: بين الحرب والمأزق السياسي
وتابع: في هذه اللحظة، لم يعد الصراع بين الاحتلال والمقاومة فقط، بل امتد ليشمل الداخل الإسرائيلي نفسه، إضافة إلى الولايات المتحدة والوساطة القطرية والمصرية.
الخيارات أمام حكومة الاحتلال أصبحت واضحة وضوح الشمس:
إنهاء الحرب، والبدء بمسار سياسي يعيد الأسرى ويوقف نزيف الدم.
أو مواصلة الغرق في مأزق سياسي وعسكري لا أفق له.
وبحسب تحليل الكاتب رامي أبو زبيدة، فإن "عرض الرزمة الشاملة" الذي قدمته حماس، لا يتماشى مع رؤية نتنياهو لمستقبل غزة. إذ يسعى الاحتلال، وفق خطته، إلى خلق واقع سياسي يستثني حماس بالكامل، ويفرض شروطًا تكرّس التفوق الإسرائيلي وتُمكنه من فرض سياسات الأمر الواقع.
هذا الطرح يُبقي على التصعيد العسكري كأداة ضغط داخلية، للحفاظ على تماسك الائتلاف اليميني الحاكم، واستمرار حزب العظمة اليهودية بزعامة بن غفير في الحكومة.
موقف الوسطاء
رغم جهود الوسطاء، إلا أنهم لا يملكون أوراق ضغط فعالة تُجبر "إسرائيل" على تنفيذ الاتفاقات أو القبول بخيار الرزمة الشاملة. وتبقى الولايات المتحدة هي الجهة الوحيدة القادرة على التأثير الحقيقي، لكنها تواصل توفير الغطاء السياسي والعسكري للاحتلال، مما يجعل فرص الحل الشامل ضئيلة في الوقت الراهن.
المشهد الميداني: التصعيد مستمر والاحتمالات مفتوحة
كما ان المؤشرات الحالية تؤكد أن التصعيد العسكري الإسرائيلي سيستمر، ولكن بشكل مركز، من خلال الغارات الجوية والعمليات المحدودة على الأرض.
ومع ذلك، فإن تطورات الميدان قد تحمل مفاجآت، ولا يُستبعد أن تعود الحرب الشاملة، خاصةً في ظل الأهداف الإسرائيلية الرامية إلى تفكيك المقاومة وتهجير الفلسطينيين من القطاع.









