- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
تحليل: بوتين المسؤول عن تمرد فاجنر.. وسيناريو "المسرحية" مستبعد
تحليل: بوتين المسؤول عن تمرد فاجنر.. وسيناريو "المسرحية" مستبعد
- 27 يونيو 2023, 9:40:19 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
سلط جورج فريدمان، رئيس مركز "جيوبوليتيكال فيوتشرز" الأمريكي، الضوء على تداعيات محاولة تمرد مجموعة المرتزقة "فاجنر" على الجيش الروسي، منذ السبت الماضي، مشيرا إلى أنها مؤشر ضعف للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
وذكر فريدمان، في تحليل نشره موقع المركز وترجمه "الخليج الجديد"، أن محاولة التمرد كانت في طور التكوين لأشهر، نتيجة لتعمد الجيش الروسي حجب الإمدادات عن فاجنر، وشنه هجوما صاروخيا على قوات مجموعة المرتزقة، وهو ما يفسر هجوم المتمردين على هيئة الأركان العامة الروسية أكثر من بوتين نفسه.
وعن مدى تأثير التمرد على زعزعة استقرار الحكومة الروسية أو إضعاف بوتين أو التأثير على الحرب في أوكرانيا، اعتبر فريدمان أن مكانة بوتين هي مركز تحديد هذا التأثير، موضحا أن ضعف الرئيس الروسي قد يعني أنه لن يكون قادرًا على اتخاذ قرارات تنفيذية أو القضاء على البيروقراطيين والجنرالات في الجيش، وهو ما سيمثل تطورا خطيرا.
فروسيا في حالة حرب وتحتاج إلى هيكل قيادة فعال، وإذا تم إضعاف بوتين، فسينهار هيكل القيادة، ما يعني أيضًا أنه لن يكون هناك قائد أعلى للجيش، بحسب فريدمان.
وفي مثل هكذا سيناريو، من المرجح أن يتم "استبدال" بوتين، لكن من غير الواضح من هو المؤهل ليكون البديل، حسبما يرى فريدمان، لكنه يستبعد في الوقت ذاته أن تؤدي محاولة انقلاب فاجنر، التي انتهت في أقل من يوم واحد، إلى إضعاف بوتين إلى حد استبداله.
ويشير فريدمان إلى أن التعاقد العسكري الخاص يعد أمرًا شائعًا، لكن دور فاجنر في روسيا كان فريدًا إلى حد ما، لأنه أخذ على عاتقه مسؤوليات مخصصة عادة للقوات التقليدية، وليس الجماعات شبه العسكرية، حيث تم تكليفها بتنفيذ بعض أهم المعارك في حرب أوكرانيا.
ومع تطور دوره، بدأ قائد فاجنر، يفغيني بريغوجين، في متابعة استراتيجيته الخاصة خارج سلسلة قيادة الجيش الروسي، وأحيانًا كان يسخر علانية من خصومه، الذين يقطعون إمدادات عينية عن فاجنر، ولذا فشل تعاون فاجنر والجيش الروسي في محاربة العدو المشترك في أوكرانيا، حسبما يرى فريدمان.
ويؤكد رئيس "جيوبوليتيكال فيوتشرز" أن بوتين مسؤول عن الأزمة برمتها، إذ اعتقد أن روسيا ستهزم أوكرانيا بسرعة وبشكل حاسم، لكن ذلك لم يحدث، ما دفعه إلى الاتجاه لتعزيز الجيش بفاجنر.
بعبارة أخرى، أساء بوتين فهم الجيش الأوكراني وجيشه الروسي إلى حد كبير، وبدلاً من فك الارتباط وإنهاء الحرب ألقى بفاجنر في المعركة، ما خلق حالة من الفوضى تسببت في تمرد ضد الجيش الروسي فيما بعد، بحسب فريدمان.
ويستبعد التحليل اعتبار محاولة انقلاب فاجنر برمتها "مؤامرة" سابقة التجهيز من قبل بوتين، إذ لو كان الأمر كذلك، فسيتعين أن يشمل التخطيط لها: رئيس بيلاروسيا، والأركان العامة الروسية، وأعضاء طاقم بوتين، إضافة إلى جزء من مجموعة فاجنر، وهو ما لا يمكن حدوثه، خاصة أن بوتين كان عميلا سابقا في المخابرات السوفياتية (KGB) ، ويعرف عدم معقولية أساليب التآمر متعددة الأطراف.
ويخلص فريدمان إلى أن مآل القضية الآن في مدى قدرة موسكو على مراجعة خططها الحربية وتحديد الأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها، وما إذا كان بوتين على استعدا لهذه المراجعة الآن من عدمه.