تأثير درجات الحرارة على الصحة العقلية.. التوتر والغضب

profile
  • clock 3 أغسطس 2024, 7:04:33 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

 

مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، يمكن ملاحظة بعض التغيرات في المزاج التي تجعل البعض سريعي الغضب، وغير قادرين على تحمل أي شيء يذكر.

يمكن لهذه الحالة أن تجعلنا نفكر في السبب وراء هذا الغضب المتزايد، الذي لم يسبق له أن كان ظاهرًا على شخصية البعض منها خلال بقية فصول السنة.

الإجابة هي أن للحرارة دور كبير في التأثير على الصحة العقلية للإنسان، فهي قادرة على خلق العديد من الحالات التي تظهر بشكل غير مسبق، ولكن كيف ذلك؟

تأثير الحرارة على الصحة العقلية


من بين أبرز الأمور التي تحدث بسبب تأثير الحرارة المرتفعة هي التغيرات في المزاج، إذ قد تشعر بالانفعال أو القلق أو الاكتئاب أكثر من المعتاد.

فيما قد يعاني بعض الأشخاص أيضًا من تقلبات مزاجية حادّة، ليست من عادتهم، أو يشعرون بمزيد من العدوانية تجاه الآخرين.

هناك كذلك مشكلة صعوبة التركيز، إذ يمكن أن تجعل الحرارة من الصعب التركيز أو التفكير بوضوح، وهذا يؤدي إلى الصعوبة في إكمال المهام التي لا تعتبر صعبة في العادة.

تأثير الحرارة على الصحة العقلية قد تؤدي إلى مشاكل في النوم، وذلك لأن درجات الحرارة المرتفعة، وخاصة في الليل، قد تؤدي إلى تعطيل النوم.

إذ يمكن لهذا أن يجعلك تشعر بالتعب والانزعاج ويمكن أن يؤدي إلى تفاقم حالات الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب.

الشعور بالإرهاق أو التوتر كذلك من بين التأثيرات، لذلك إذا كنت تشعر بالتوتر أو الإرهاق بشكل غير عادي، فقد يكون ذلك بسبب الحرارة.

يمكن أن يكون هذا صحيحًا بشكل خاص إذا كنت قلقًا ومتوترًا بشأن الحرارة نفسها، أو إذا كانت هذه الأجواء الحارة تجعل مشاكل أخرى في حياتك تزداد سوءًا.

كما يمكن أن يكون تأثير الحرارة أيضًا أن تسبب أعراضًا جسدية تؤثر على صحتك العقلية، على سبيل المثال، قد تشعر بالتعب أكثر من المعتاد، أو تعاني من الصداع، أو تشعر بالدوار أو الغثيان، ويمكن أن تجعلك هذه الأعراض الجسدية تشعر بالقلق أو الاكتئاب.

الحرارة المرتفعة والتغيرات في السلوك


قد تجد نفسك تتصرف بشكل مختلف عندما يكون الجو حارًا، على سبيل المثال، قد تكون أكثر اندفاعًا، أو قد تجد صعوبة في التحكم في غضبك.

كما يمكن أن تتفاقم الحالات الصحية العقلية الموجودة، في حال كنت تعاني بالفعل من حالة صحية عقلية مثل الاكتئاب أو القلق أو الاضطراب ثنائي القطب أو الفصام، إذ تصبح الحالة أكثر حدة وسوءًا كلما زادت درجات الحرارة.

إذ أن هذا الأمر قد يتطور، وتصبح هذه التغيرات السلوكية من بين الدوافع التي تؤدي إلى محاولات الانتحار عند بعض الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية.

فقد وجدت الدراسات أنه عندما ترتفع درجة الحرارة، للأسف، ترتفع معدلات الانتحار أيضًا، ويبدو أن هذا ينطبق بشكل خاص على الرجال وكبار السن.

كما تشير هذه الدراسات إلى أنه مع ارتفاع درجة حرارة الطقس بسبب تغير المناخ، فقد نشهد المزيد من مشاكل الصحة العقلية والانتحار.

وتوقعت إحدى الدراسات أنه إذا لم نفعل أي شيء بشأن تغير المناخ، فقد يكون هناك آلاف حالات الانتحار في الولايات المتحدة والمكسيك بحلول عام 2050.

كما أنه عندما يكون الجو حارًا في الخارج، قد يشعر الأشخاص الذين يعانون بالفعل من مشاكل الصحة العقلية بأنهم أسوأ، وقد يحتاجون إلى الذهاب إلى المستشفى كثيرًا.

فيما يتناول بعض الأشخاص أدوية للمساعدة في علاج مشاكل الصحة العقلية لديهم، ولكن عندما يكون الجو حارًا في الخارج، فقد لا تعمل هذه الأدوية بشكل جيد، أو قد يكون لها آثار جانبية أكثر.

ماذا يعني هذا للصحة العامة؟ 


تُظهر الدراسات أننا بحاجة إلى التفكير في الطقس الحار وتغير المناخ عندما نضع خططًا للحفاظ على صحة الناس.

قد يعني هذا التوصل إلى طرق جديدة لمنع الانتحار تأخذ بعين الاعتبار الطقس الحار أو التأكد من استعداد المستشفيات لمزيد من المرضى أثناء موجة الحر.

وعلى الرغم من أن هذه الدراسات تخبرنا بالكثير، إلا أنه لا يزال هناك الكثير مما لا نعرفه، ونحتاج إلى المزيد من الأبحاث لفهم كيف يؤثر الطقس الحار على أنواع مختلفة من مشاكل الصحة العقلية، وما قد تكون درجة حرارة "منطقة الخطر" للصحة العقلية، وكيف يمكن أن يحدث التواجد في الداخل مقابل الخارج فرقًا.

إذ تُظهر هذه الدراسات أن الطقس الحار وتغير المناخ يمكن أن يجعل مشاكل الصحة العقلية أسوأ.

هذا أمر مهم، وهو شيء يجب على الأطباء والمستشفيات والأشخاص الذين يضعون سياسات الصحة أن ينتبهوا إليه.

طرق الحماية الممكنة من تأثير الحرارة


إذا وجدت أن الحرارة تجعل أعراض الصحة العقلية لديك أسوأ، فهناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكنك استخدامها للمساعدة في إدارة هذه الأعراض والبقاء مرتاحًا أكثر، وهي كالتالي:

الحفاظ على رطوبة الجسم: 


يمكن أن يؤدي الجفاف إلى تفاقم مشاعر القلق والتهيج، لذلك تأكد من شرب الكثير من الماء طوال اليوم، خاصة إذا كنت تتعرق كثيرًا.

حافظ على برودة الجسم:


حاول قضاء بعض الوقت في أماكن مكيفة إذا أمكن، وإذا لم يكن لديك مكيفٌ في المنزل، فكّر في زيارة مكان عام مثل مكتبة أو مركز تسوق.

يمكنك أيضًا استخدام المراوح أو الاستحمام بالماء البارد أو استخدام كمادات باردة للمساعدة في تَبريد جسمك.

تجنب فترات اليوم الحارة: 


إذا أمكن، حاول البقاء في الداخل أثناء أشد فترات اليوم حرارة، وعادة ما تكون بين الساعة 10 صباحًا و4 مساءً، أما إذا كنت بحاجة إلى البقاء في الخارج، فحاول البقاء في الظل.

ارتدِ ملابس مناسبة:


ارتدِ ملابس خفيفة الوزن وفضفاضة للمساعدة في الحفاظ على البرودة، يمكن أن تساعد الملابس ذات الألوان الفاتحة أيضًا في عكس أشعة الشمس.

اعتنِ بصحتك الجسدية: 


تأكد من تناول وجبات متوازنة والحصول على قسط وافر من النوم، يمكن أن يساعد كلاهما في إدارة أعراض الصحة العقلية.

مارس تقنيات إدارة الإجهاد: 


يمكن أن تساعد تقنيات مثل التنفس العميق والتأمل واليوغا في إدارة مشاعر التوتر والقلق خلال فترات الجو الحار التي تؤثر على الصحة العقلية.

كلمات دليلية
التعليقات (0)