- ℃ 11 تركيا
- 14 نوفمبر 2024
بوتين يخسر الردع.. فنلندا تعلن تقديم طلب للانضمام إلى الناتو
بوتين يخسر الردع.. فنلندا تعلن تقديم طلب للانضمام إلى الناتو
- 15 مايو 2022, 2:04:03 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قررت فنلندا التقدّم بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وفق ما أعلن رئيسها ورئيسة الوزراء، الأحد، فيما اعتبره مراقبون خسارة روسية لأحد أهم أهدافها من حرب أوكرانيا.
وقال الرئيس "ساولي نينيستو" إنه وافق ولجنة السياسة الخارجية الحكومية بشكل مشترك على أن تتقدّم فنلندا بطلب للانضمام إلى الحلف بعد التشاور مع البرلمان، معتبرا ذلك "يوما تاريخيا وبداية حقبة جديدة".
وقالت رئيسة الوزراء "سانا مارين": "توصلنا اليوم إلى قرار مهم بالتعاون الجيد مع الحكومة ورئيس الجمهورية، نأمل بأن يثبّت البرلمان القرار للتقدم بطلب الترشح لعضوية الناتو، خلال الأيام المقبلة، سيتم ذلك على أساس تفويض قوي".
وستتمثّل الخطوة التالية بانعقاد البرلمان الفنلندي، الإثنين؛ لمناقشة القرار، فيما تظهر التوقعات الحالية أن غالبية أعضاء البرلمان البالغ مجموعهم 200 يدعمون الترشّح. ويتوقع عديد المراقبين أن تحذو السويد حذو فنلندا وتسعى أيضا للحصول على عضوية الناتو.
وبقيت فنلندا، التي تتشارك مع روسيا حدودا يبلغ طولها 1300 كيلومترا، غير منحازة عسكريا على مدى 75 عاما، لكن بعدما غزت روسيا جارتها الشرقية أوكرانيا، في فبراير/شباط الماضي، تحوّل الرأي العام والسياسي بشكل كبير ليصب في صالح العضوية.
ومن شأن انضمام فنلندا للناتو أن يضاعف "حجم الحدود البرية" لروسيا مع الحلف، ويطوق موانئها الثلاثة بالكامل على بحر البلطيق.
وفي الأسابيع التي سبقت إعلان فنلندا، حذر مسؤولون روس من تداعيات وخيمة لانضمامها إلى الناتو، وألمحوا إلى إمكانية نشر أسلحة نووية في المنطقة المجاورة وإرسال تعزيزات عسكرية إلى الحدود الفنلندية.
لكن يبدو أن روسيا ليس لديها في الواقع الكثير لتفعله حيال انضمام فنلندا للناتو، فالجيش الروسي متورط بقتال عنيف في أوكرانيا، وقد استنزفت صفوفه بسبب الخسائر الفادحة في الرجال والمعدات، حسبما أوردت صحيفة "واشنطن بوست"، الأحد.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن روسيا سحبت قواتها من الحدود مع فنلندا لإرسالها إلى أوكرانيا، الأمر الذي يضعف موسكو على تهديد فنلندا عسكريا.
وتزود روسيا فنلندا بكميات صغيرة من الغاز والنفط، لكن فنلندا كانت تستعد بالفعل لقطع تلك الإمدادات تماشيا مع قرارات الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على روسيا عقب غزو أوكرانيا، وتقليل الاعتماد على الطاقة الروسية.
ونقلت "واشنطن بوست" عن الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الفنلندية "بيكا توفري" قوله إن روسيا "قد تحاول شن هجمات إلكترونية ضد البنية التحتية الفنلندية"، لكنه أكد أن "فنلندا لديها أنظمة متطورة للغاية قادرة على مواجهة أي هجوم مماثل".
وتشير استطلاعات رأي نشرتها الصحيفة، دون ذكر مصادرها، إلى أن 20% فقط من الفنلنديين كانوا يؤيدون الانضمام إلى الناتو قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، وبحلول مايو/أيار، وصل هذا الرقم إلى 76%.
واعتبرت مديرة الدفاع والأمن عبر الأطلسي في مركز تحليل السياسة الأوروبية "لورين سبيرانزا"، إعلان انضمام فنلندا للناتو "لحظة مثيرة للسخرية"، موضحة: "بالنسبة للكرملين، كان ردع توسع الناتو أحد أهداف بوتين المعلنة في مهاجمة أوكرانيا، التي كانت تسعى للحصول على عضوية الناتو".
وأضافت: "لا يعاني (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين فقط من الفشل الذريع فيما يتعلق بأهدافه العسكرية في أوكرانيا، ولكنه أيضا قام بتوسيع الناتو، وهو عكس ما كان يريده تماما، وذلك يسلط الضوء على سوء التقدير الاستراتيجي الهائل الذي حدث".