- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
بعد زيارته الأراضي المحتلة.. باحث أمريكي: استراتيجية إسرائيل مشوشة و4 مخاطر تنتظرها
بعد زيارته الأراضي المحتلة.. باحث أمريكي: استراتيجية إسرائيل مشوشة و4 مخاطر تنتظرها
- 27 ديسمبر 2023, 4:22:47 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قال تحليل لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إن الاحتلال الإسرائيلي يواجه 4 نقاط فشل محتملة في حربه على قطاع غزة المحاصر، مع ترجيحات بأن تصبح مخاطر كبيرة لاحقا
وأوضح دانييل بايمان، هو زميل أول في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، الذي أعد التحليل، أنه علم ببعض هذه النقاط خلال زيارة مع مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى إسرائيل مؤخرا، حيث أجرى مقابلات مع مسؤولين أمنيين وشخصيات رفيعة أخرى.
ولخص هذه النقاط بقوله: "بالنسبة لإسرائيل في غزة، فإن المخاطر قد تنبع من التقليل من تقدير "حماس" وتعززها عن غير قصد، وإضعاف التماسك في الداخل الإسرائيلي، والفشل في الانتقال من الحرب إلى الحكم في غزة، وأخيرا تقويض علاقة إسرائيل مع الولايات المتحدة".
وحتى أمس الثلاثاء، خلّفت الحرب الإسرائيلية الوحشية 20 ألفا و915 شهيدا، و54 ألفا و918 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
قدرة حماس
"تسعى إسرائيل إلى تدمير حماس بقتل قادتها وقسم كبير من جنودها، وفمن بين قوة الحركة، البالغة نحو 25 ألف مقاتل، تزعم إسرائيل أنها قتلت نحو سبعة آلاف"، كما أضاف بايمان.
واستدرك: "من الصعب للغاية تدمير حماس بالكامل، وكما أخبرني أحد الخبراء الإسرائيليين: "سأكون متشككا للغاية بشأن (التقديرات الإسرائيلية المتعلقة) بعدد مقاتلي حماس الذين قُتلوا".
وشدد على أن "حماس متجذرة بعمق في غزة، وتسيطر على القطاع منذ عام 2007، وقد نشأ جيل تحت سيطرتها، وهي تعمل بشكل وثيق مع عشائر غزة ولها قاعدة قوة في مجتمع اللاجئين، ومنذ وقت طويل تدير المدارس والمستشفيات والمساجد. وبفضل هذه الجذور العميقة، تستطيع حماس أن تنمو من جديد بسهولة، حتى لو تم تدمير الغالبية العظمى من أجهزتها القتالية".
و"حماس أكثر من مجرد منظمة، فهي تجسد "المقاومة" لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة"، وفقا لبايمان الذي أشار إلى نتائج استطلاع حديث للرأي أظهر أن أكثر من 80% من الفلسطينيين في الضفة الغربية يأديون الهجوم الذي شنته "حماس" على إسرائيل.
أزمة ثقة
بايمان قال إن هجوم "حماس" أجبر العديد من الإسرائيليين على ترك منازلهم في الجنوب بالقرب من حدود غزة، كما أدى إطلاق "حزب الله" من لبنان للصواريخ وقذائف الهاون على شمال إسرائيل إلى نزوح عشرات الآلاف الآخرين.
وتابع: "يعيش الآن 250 ألف إسرائيلي بعيدا عن منازلهم، ومنح هؤلاء الثقة للعودة إلى ديارهم هو أولوية إسرائيلية، لكن استعادة الثقة سيكون أمرا صعبا، على المستويين العسكري والنفسي، ويجب أن تكون إسرائيل قادرة على هزيمة أو ردع حماس وحزب الله، لكن هذا بعيد المنال".
وزاد بأنه "يجب على إسرائيل أن تقنع شعبها بأنهم في أمان، وهذا صعب نظرا لفشل المخابرات الإسرائيلية في اكتشاف هجوم حماس والتحذير منه، وفشلت القوات في الدفاع عن المجتمعات القريبة من غزة".
و"ما يزيد الطين بلة هو وجود أزمة ثقة في النظام السياسي، قبل 7 أكتوبر، كانت إسرائيل مجتمعا منقسما للغاية، مع انقسامات حادة بين المجتمعات الدينية والعلمانية، والعرب الإسرائيليين واليهود الإسرائيليين، واليهود من الدول الأوروبية مقابل اليهود من الدول العربية"، كما أردف بايمان.
المرحلة الانتقالية
بايمان قال إنه "عند نقطة ما، ستنهي إسرائيل عملياتها العسكرية المكثفة في غزة، إما لأنها دمرت حماس إلى حد كبير أو لأن التكلفة من الأرواح والشواكل ومكانتها الدولية لاتت باهظة للغاية".
وأضاف أنه "لتجنب التحول إلى قوة احتلال ومنع حماس من إعادة تجميع صفوفها، فستحتاج إسرائيل إلى تسليم بعض الحكم في غزة على الأقل إلى كيان فلسطيني، قد يكون هي السلطة الفلسطينية، التي تحكم الضفة الغربية بدعم إسرائيلي، أو مجموعة من التكنوقراط".
و"خيارات إسرائيل ضعيفة؛ فالسلطة الفلسطينية فاسدة ولا تحظى بشعبية، كما أدت سياسات إسرائيل في الضفة الغربية إلى تقويض مصداقية السلطة، وأدى هجوم حماس ورد فعل إسرائيل إلى تآكل شعبيتها"، بحسب بايمان.
وملمحا إلى احتمال فشل المرحلة الانتقالية في غزة، قال إن "غزة ستشكل تحديا أكبر بكثير من الضفة الغربية، ومع ذلك لا توجد خيارات أفضل (من تولي السلطة الفلسطينية المسؤولية)".
العلاقة مع واشنطن
منذ اندلاع الحرب، قدمت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للاحتلال أقوى دعم عسكري واستخباراتي ودبلوماسي ممكن، حتى بات منتقدون يعتبرون واشنطن "شريكة" في "جرائم الحرب" الإسرائيلية بغزة.
وبحسب بايمان فإن "هذه العلاقة يمكن أن تنحرف بسهولة، إذ يحاول بايدن إدارة الحزب الديمقراطي المنقسم، الذي يعارض معظمه دعمه القوي لإسرائيل، في حين يمارس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالفعل لعبة سياسية من خلال علاقته الحاسمة مع واشنطن".
وأردف أن "الولايات المتحدة مارست الضغوط على إسرائيل لحملها على الحد من الخسائر بين المدنيين وتجنب التصعيد مع حزب الله، في حين يعتقد العديد من الإسرائيليين أنهم في حاجة إلى تدمير حماس بالكامل، حتى لو مات العديد من المدنيين".
و"يمكن لهذه الفجوات السياسية والاستراتيجية أن تقّسم الولايات المتحدة وإسرائيل، مما يترك الأخيرة أكثر عزلة على المستوى الدولي ومن دون الدعم العسكري الذي تحتاجه"، كما ختم بايمان.
ويُصر نتنياهو على مواصلة الحرب، على أمل الاستمرار في منصبه بعدها، عبر إعدة الأسرى الإسرائيليين، وإنهاء حكم "حماس" لغزة، والقضاء على القدرات العسكرية للكرة، التي تؤكد أنها تقاوم الاحتلال القائم لفلسطيني منذ عقود.