المستشار فؤاد راشد يكتب خطوط فاصلة

profile
  • clock 8 أبريل 2021, 8:45:18 م
  • eye 934
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كلمة السهرة /  خطوط فاصلة !


رجاء . لامجال لتعليقات مسيئة ..

تصيبني الدهشة عندما أقرأ صدي غضب مجتمعي لأن أحد الأساتذة المحامين قبل الترافع عن متهم بجريمة ما , سواء لأن نوع التهمة يتسم بالفحش أو خرق تقاليد المجتمع أو لأن المجني عليه  ضعيف  أو لأن التهمة تمثل خيانة وطنية حال ثبوتها  أو لأي سبب أخر أيا كان السبب..

وتبلغ دهشتي منتهاها عندما ينضم الي صفوف الغاضبين رجال قانون , وأبسط ما يمكن الرد به علي حنق الحانقين وصراخ الرافضين , أن الدفاع عن المتهم حق أصيل له من الناحية القانونية , وأن القضايا الكبري ( الجنايات تحديدا ) لابد عند نظرها  من وجود مدافع , وان لم يوكل المتهم محاميا ندبت له المحكمة  التي تحاكمه نفسها محاميا ,  وأما من الناحية الانسانية فان من حق الانسان عندما يتردي في وهدة أن يجد يدا تحول بينه وبين الكفر بالمجتمع كله , وهناك قبل هذا وبعد هذا قرينة البراءة التي تبقي تلازم المتهم حتي صدور حكم بات بادانته .. حكم لايقبل الطعن ...

علي أن للقصة جانبا آخر يحتاج الي بعض الضوء ..

هناك خط فاصل بين وجوب عقاب المدان قانونا , وبين المغالاة في نبذه واحتقاره واذلاله  , وبعض الشعور يعكس احساسا  مريضا , نعم هو شعور مريض مضمونه نوع من ( الاستعلاء الكامن ) و( التنزه الذاتي عن الدنايا والخطايا ) .. وتلك أوهام تتصادم مع حقيقة أن ( الخطأ ) سمة انسانية عامة لايفلت منها انسان ..

في الحادثة الشهيرة , لما استعلي الجمهور علي امرأة اتهمت بالزنا , كانت كلمات السيد المسيح عليه السلام قوية صريحة جازمة عظيمة ( من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر .. والغريب أنهم كفوا عنها جميعا ..لأن كل منهم عاد الي نفسه واستحضر ملفه من الخطأ فصمت ..

كان سيدي عمر رضي الله عنه يقول ( أعقل الناس أعذرهم للناس ) لم يقل خير الناس , بل قال أعقل الناس , فربط بين اكتمال العقل وبين التماس العذر .

وهناك واقعة شهيرة حدثت زمن حكم سيدي عثمان رضي الله عنه , فقد بلغه أن قوما في ريبة فهم بهم , ولكنهم هربوا جميعا , فلما عاد شعر  لا بخيبة الأمل , بل بالرضا حتي أنه أعتق عبدا , وقال الحمد لله الذي  عافاني من أن يخزي أحدا بيدي ..

في قصة سيدي الخضر ( علي الأرجح ) مع سيدنا موسي عليه السلام خطوط فاصلة .. نظر سيدنا موسي الي ( منطق الشريعة ) ونظر سيدنا الخضر الي ( منطق الحقيقة ) ..

لسنا مطالبين الا باعمال منطق الشريعة , حتي تستقيم الحياة , لأن من كشف الله ستره وارتكب جريمة لابد أن يحاكم , علي أن يبقي في الخلفية أن هناك بعدا أخر ربما كان فاعلا ..هذا البعد لايحول دون المحاكمات ولكنه يحول دون الاستعلاء والتنزه الذاتي ( الفارغ في الحقيقة ) ..

الحمد لله الذي عافانا مما ابتلي به بعض خلقه ..

التعليقات (0)