المد الإسلامي الأخضر يغزو قلوب الغربيين الحلقة15

profile
عماد الصابر كاتب صحفي وشاعر مصري
  • clock 26 أبريل 2021, 5:19:49 م
  • eye 783
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

داعيهم هو القرآن 

 قصة إسلام "ستيف ألان" الأميركي الذي تحول إلي محمد سليم

القرآن أجاب عن كل تساؤلاتي ودراستي للجغرافيا ساعدتني علي فهمه وإثبات صحته 

الأخلاقيات والقيم العالية في العقيدة، والعلاقة مع الله جذبتني للإسلام

يقول الأميركي المسلم "ستيفن آلان" أو "محمد سليم" كما يفضّل مناداته بعد إسلامه إن القرآن الكريم أذهله بمجرد الاطلاع عليه وقراءته بعمق؛

 خاصة مع وجود آيات وسور تتحدث عن المعجزات العلمية؛ مؤكداً أنه لم يجد الإجابات المقنعة في المسيحية، ولم يقتنع بفلسفة البوذية والركوع للأصنام؛ لكنه ارتاح بالإسلام، 

ووجد ما كان يبحث عنه من وضوح وجود الخالق سبحانه وتعالى؛ متطرقاً إلى الفرق بين المسلمين في أوروبا وفي أميركا،

 والسبب المباشر وراء ثرائهم في المجتمع الأميركي؛ مشيراً إلى أسباب انجذاب بعض شباب المسلمين نحو التنظيمات المتطرفة والتحاقهم بصفوفها؛ مؤملاً أن نغير ما بأنفسنا كمسلمين لكي يغيرنا الله للأحسن.

** ويحكي قصة إسلامه فيقول : منذ كنت صغيراً، وأنا أبحث عن إجابات معينة؛ فلدي أسئلة كثيرة أطرحها عن الحياة، والكون،

 والدين، والعلاقات مع الخالق، والتعاملات الإنسانية، والطبيعة؛ ولم أجد لها إجابات مقنعة في المسيحية التي نشأتُ عليها؛ برغم أنني درست وأنا في 13 من عمري في مدرسة مسيحية خاصة لمدة عامين؛ لكنني كنت أبحث باستمرار عن الحقيقة. و سبحان الله، برغم أنني من عائلة أمريكية مسيحية؛ إلا أن والديّ لم يكونا متدينيْن؛ بل كنت أكثر تديناً منهما؛ حتى إنني كنت مهتماً دائماً بالذهاب للكنيسة،

 وإقامة الصلاة، وقراءة الإنجيل؛ لكن كانت هناك أمور لم أقبلها في المسيحية؛ 

مثل أن "الله له ابن"!! فلم أفهم إن كان له ابن واحد؛ فلماذا لا يكون أبناء آخرون وبنات وزوجات منذ 2000 عام مضت؟! ولم يكن من المنطق بالنسبة لي أن رجلاً واحداً هو "النبي عيسي" عليه السلام، يتحمل خطايا بقية البشر كما هو معروف في أركان الديانة المسيحية.

وكنت أتساءل دائماً برغم أنني أؤمن بوجود الرب؛ إلا أنني لا أؤمن بما أراه من ممارسات دينية، وطقوس لم تكن تعني لي شيئاً منطقياً، 

وكانت نقطة التحول في حياتي عندما ذكر لنا مدرس الرياضيات ذات مرة الإسلام، وأن المسلمين لا يشربون الخمر،

 ويصلون 5 مرات في اليوم؛ حينها أثار فضولي لمعرفة المزيد عن الإسلام؛ فقد كنت أرى أن أغلب مشاكل المجتمع الأمريكي بسبب شرب الخمور وتعاطي المخدرات،

 التي كانت -ولا تزال- إحدى أكبر المشاكل في أمريكا، وأعتبرها مضيعة للوقت والصحة والمال،

 وبسبب هذه المعلومة من مدرس الرياضيات حينها كنت أقول "أرغب في أن أكون مسلماً"؛ 

لكنني كمراهق أمريكي لم أفكر جدياً بالأمر أبداً؛ لأنني لا أعلم شيئاً عن الإسلام في ذلك الوقت -منتصف الثمانينيات الميلادية- قبل أن تركز وسائل الإعلام الأمريكية على الإسلام بشكل كبير جداً في السنوات التي تلت ذلك.

وفي شبابي فقدت علاقتي بالله، ولم أعد اقرأ الإنجيل، ولا أصلي في الكنسية، وأعيش حياة مراهق أمريكي عادي؛ برغم أنني أشعر أن شيئاً ما ينقصني؛ لكن كانت الأسئلة لا تزال تدور في رأسي، وهذه في رأيي هي الفطرة والغريزة التي خلقنا الله عليها، وكثير من الناس تتملكهم هذه الفطرة، وكنت في قرارة نفسي أعلم أن هناك شيئاً خاطئاً في حياتي؛ لذا لم أُرِد العودة للمسيحية، ولم أرغب - كحال كثير من الغربيين - أن أعتنق الإسلام؛ لأن الإسلام هو آخر ما يفكرون فيه.

و أعتقد أن ذلك بسبب الانطباع السلبي عن الإسلام، أو "الستيريو تايب"؛ فلم يكن هناك الكثير من الإيجابيات التي تبرز في وسائل الإعلام الأمريكية عن الإسلام، وبسبب أفعال وتصرفات بعض المسلمين غير المتسامحة مع الآخرين، التي تعطي انطباعات سيئة؛ ففي أمريكا يتقبلون أنك بوذي الديانة، ويعتبرونك مسالماً، ويتساهلون مع أصحاب المذاهب والثقافات والفلسفات الشرقية الأخرى؛ لكن كمسلم هذا ليس خياراً متاحاً، ولأنه تغيير كبير في الحياة وغير شائع، وقد تحدثت مع عدد من الأمريكيين الذي اعتنقوا الإسلام، وأكدوا لي أنهم في البداية كانوا يتجنون الإسلام نهائياً.

وعن السؤال القائل : وأنت تعيش في مجتمع يحمل أفكاراً غير إيجابية وغير صحيحة عن الإسلام الحقيقي، ما الذي جذبك وأقنعك باعتناق الإسلام؟

يجيب: المسيحية فيها الكثير من الثغرات التي تثير الأسئلة بلا إجابات مقنعة.. وما جذبني للإسلام أنه يجيب على كل التساؤلات بشكل مقنع جداً؛ خاصة حول الحياة،

 وخلق الكون، والعلاقات بين الرب وعبده.. إلخ، ولم يترك ثغرات للتساؤل؛ بل يجيب على كل الأسئلة ويترك لك حرية الاقتناع. والعقيدة الإسلامية يمكن أن تتعلمها من خلال القرآن الكريم.. فالخالق سبحانه وتعالى واضح جداً مَن هو في القرآن الكريم، وأنه واحد أحد ليس له ولد، ولم يولد، ولم يكن له كفأ أحد، وليس له زوجات أو بنات؛ فالوضوح الشديد في القرآن الكريم مَن هو، وهذا هو ما جذبني لاعتناق الإسلام.

كذلك الأخلاقيات، والقيم العالية في العقيدة، والعلاقة مع الله جذبتني للإسلام؛ فكل ديانة آخرة وفلسفة دينية فيها الكثير من الغموض والتعقيد حول الخالق، وهي علاقة تقبل الفهم بأكثر من معنى؛ لكنها في الإسلام واضحة جداً لا لبس فيها؛ فعندما تقرأ القرآن الكريم لمرة واحدة تفهم ما هو المطلوب منك، وحتى المسلمون في البلاد الإسلامية التي زرتها كمصر، والمغرب، والأردن؛ حتى وهم غير ملتزمين بشكل كبير بتعاليم الدين؛ إلا أن لديهم حاجزاً أخلاقياً كبيراً يمنعهم من شرب الخمور برغم توفرها وسهولة الحصول عليها، والأغلبية منهم لا يلمسونها لأنها حرام.

ويحكي بدايته مع الإسلام فيقول: تعرفت على القرآن الكريم من خلال موظفة زميلة لي -غير مسلمة- دعتنا أنا وزملائي في العمل لتناول طعام العشاء، وعند وصولنا لمنزلها وجدتُّ في مكتبة زميلتها في السكن كتاب ترجمة إنجليزية للقرآن الكريم؛ لأنها كانت تُدرس الديانات حول العالم؛ فأخذت الكتاب لأقرأه لأنني محب للاطلاع على الديانات كما ذكرتُ سابقاً؛ فقلت لنفسي: لقد قرأت أغلب الكتب الدينية،

 والفلسفية الشرقية والغربية، لماذا لا أقرأ في القرآن الكريم، وبالفعل استعرته منها ولم أتوقع أن أجد شيئاً مهماً، وبدأت في قراءة سورة الفاتحة،

 ثم قرأت وقرأت لمدة يومين، ولم أستطع التوقف؛ لقد أذهلني القرآن الكريم، وقلت لنفسي: ما هذا الكتاب؟ لماذا لم أقرأه من قبل؟ ثم قرأته من جديد، 

وخلال صيف 2001م لم أقرأ أي كتاب إلا القرآن الكريم، كنت اقرأه في كل مكان: في المنزل، في العمل، في الحافلة، في المكتبة، وكل الوقت. وأخذت قلماً وبدأت أضع خطوطاً تحت ما أعجبني فيه من السور والآيات.

وجدت أشياء في القرآن الكريم مذهلة علمياً؛ خاصة وأنه كتاب نزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من 14 قرنا مضت، وهذا رد على بعض الادعاءات الغربية أن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم كتب القرآن بنفسه؛ فكيف يمكن لرجل أمي في الصحراء أن يضع كل هذه المعلومات العلمية في هذا الكتاب!

لقد أذهلتني سورة (النور) عندما قال الله تعالى: {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}، سبحان الله، أنا تخصصي "علوم الجغرافيا"، ووجدت أن ما ذُكر في هذه الآية يطابق الحقيقة العلمية، ويصف بدقة طبقات المحيطات والبحار.

كذلك سورة (المؤمنون) التي تصف تكوّن الإنسان بشكل مذهل، قال عز وجل: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ).

أيضاً سورة (الزمر) التي تصف بشكل عجيب ظلمة البطْن، وظلمة الرّحِم، وظُلْمة المَشِيمَة. حين قال تعالى: {يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ}. لقد كنت مندهشاً من هذه السور والآيات؛ لأنها تصف أشياء علمية لا يفهمها إلا خالق لها.

كذلك قول الله سبحانه وتعالى في سورة (الحجرات): {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}. هذه كانت حقائق علمية لا تقبل النقاش، وهي بالفعل ما جذبني وأقنعني بالإسلام.. لقد أذهلني القرآن الكريم.

ومع ذلك كنت أرغب في المزيد من المعلومات عن الإسلام، ولم أرد الذهاب إلى أي مسجد وأقول اشرحوا لي الإسلام، كنت أتردد، 

وفي أحد الأيام أثناء دراستي الجامعية، كنت أعمل في المساء في محل بقالة، وكانت الجمعيات الخيرية تأتي لتأخذ بقايا الطعام والخضروات المتبقية لتُوَزّعها على الفقراء، وكانت إحدى هذه الجمعيات إسلامية، كانوا يأتون بسيارتهم ويجمعون الأكل والطعام الذي لم نستطع بيعه، ويوزعونه على المحتاجين، وسبحان الله شدتني ابتسامتهم، وتواضعهم، وحسن تعاملهم،

 ولبسهم للطواقي أو "الكوفي"؛ فاقتربت من أحدهم، وكان باكستانياً، وسألته عن الإسلام والشهادة.

فقال: تريد أن تكون مسلماً؟ قلت له: نعم. قال يمكنك أن تنطق بالشهادة الآن وتدخل الإسلام، تفاجأت بذلك!! أعطاني يده في ذات المكان،

 وقال: كرر بعدي "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله"، كررتها بعده، وقال: أنت الآن مسلم! وكانت تلك أسعد لحظات حياتي،

 ثم غيرت اسمي من "ستيفن ألان لينن" إلى "محمد سليم"؛ لكنني معتاد على مناداتي باسم "ستيفن"؛ لكنني لم أعلم ماذا أفعل بعد أن أسلمت؟ وهذه إحدى مشاكل المسلمين الجدد،

 وبعدها ذهبت للمسجد للصلاة، وصمت رمضان في ذلك العام.. كانت تجربة ممتعة بالنسبة لي.

ويضيف: لم أجد الإسلام صعباً؛ بل كان تغيير حياة كامل، نعم تأخذ وقتاً طويلاً؛ لكنها تُغَيّرك للأفضل.. والإسلام ليس ديناً صعباً؛ بل قُصِدَ به أن يكون ديناً ليناً متسامحاً، والمشكلة في المجتمعات الغربية أن ليس هناك منظمات ترعى المسلمين الجدد وتعلّمهم الإسلام خطوة بخطوة. في المجتمع الإسلامي في أميركا تتضارب التوجهات؛ هناك مَن يقول افعل كذا، وآخرين يقولون افعل كذا بشكل مختلف، وكلها صحيحة ونواياهم مخلصة؛ لكنها تُربكك في البداية.

أخفيت أمر إسلامي عن عائلتي لمدة 3 أو 4 سنوات، كنت أصلي في السر، أغلق الباب عليّ وأصلي. أطلت لحيتي، 

وكنت قلقاً، كانوا يشعرون بحدوث شيء في حياتي؛ فقد توقفت عن الذهاب للمطاعم والنوادي، وتوقفت عن الحديث عن النساء، لم تكن عائلتي متدينة بشكل كبير. وحتى عندما بدأت ألبس ملابس إسلامية كالطاقية والثوب القصير وأمسك المسباح، كانوا يتساءلون: ماذا حدث له؟ لماذا أصبح زاهدا كالراهب؟ لقد استغرق الأمر 3 سنوات لأقول أنا مسلم بشكل علني،

 وبعض أصدقائي استغرق منهم الأمر وقتاً أطول، وما زالوا يخافون الاعتراف بإسلامهم.

ثم يقول : أريد تعلّم اللغة العربية بشكل أكبر، وأرغب في أن يعرف المسلمون دينهم بشكل أفضل؛ فهناك الكثير لتعلمه،

 .. قبلت الإسلام عن قناعة، وهي رحلة لا تنتهي من التعلم، والداي منفصلان، وزوج والدتي غير مهتم؛ أما والدتي فحاولت أن تكون مسلمة لكنها غير معتادة على الملابس الطويلة والحجاب، وهي ترى أن الإسلام مقنع جداً.

عن صحيفة سبق بتصرف 

التعليقات (0)