- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
القناصة.. سلاح "إسرائيل" المخفي لتصفية المقاومين، هل يمكن تفاديه؟
القناصة.. سلاح "إسرائيل" المخفي لتصفية المقاومين، هل يمكن تفاديه؟
- 9 مارس 2023, 3:02:46 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لا يظهرون للعيان، ولا يمكن تحديد مواقعهم بدقة، تحت جنح الظلام يتسللون، وفوق أسطح العمارات والمباني المُطِلة يتحصنون، يكمنون لساعات، يُحدقون في "التلسكوب" قبل اختيار الهدف المطلوب.
عادة ما يسبقون القوات الراجلة على الأرض، أوامر القتل جاهزة، تُنفذها أصابعهم الحاقدة، بضغطة بسيطة يُنهون حياة إنسان دون أن يرف لهم جفن.
القناصة؛ السلاح المخفي الذي بات يُفضّل جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدامه عند كل عملية اقتحام لتصفية مطلوب أو اعتقاله.
سلاحٌ، وإن كان في ظاهره القوة والبطش، غير أن الخوف من مواجهة المقاومين على الأرض يُظهر هشاشة جيش الاحتلال.
كاميرات المراقبة تُوثق آخر اللحظات..
خلال الاقتحامات المتكررة للمدن الفلسطينية، لا سيما نابلس وجنين، أظهرت كاميرات المراقبة عدة مرات اللحظات الأخيرة التي سبقت سقوط أحد المقاومين برصاص قناص إسرائيلي، الأمر الذي يُظهر خطورة هذا السلاح.
وتطول قائمة المقاومين الذين ارتقوا برصاص القناصة مؤخرًا، ووثقت كاميرات المراقبة أو عدسات تصوير المواطنين المتواجدين في المكان لحظة استشهادهم، كالشهيدين مصعب عويص ومحمد العينبوسي من نابلس، والشهيد أحمد عاطف دراغمة من طوباس، وآخرهم الشهيد محمد خلوف وغيرهم.
وحدة "القوة الضاغطة"..
وقبل عدة سنوات، أدخل جيش الاحتلال على كل كتيبة تابعة لسلاح المشاة في القوات البرية وحدة خاصة بالقنص تسمى "القوة الضاغطة"، لمرافقة الجيش في عملياته.
ووفقاً لمصادر عبرية، فإن القناصة يخضعون لدورات تدريبية مكثفة تمتد لـ 13 شهراً، لتطوير مهارتهم واستعدادهم، كما يخضعون لاحقاً لنفس تدريبات الوحدة الخاصة في الجيش مثل "سيرت متكال" و"شطيط 13".
برز اسم وحدة القناصة خلال التصدي للمظاهرات التي وقعت على الحدود مع سوريا في هضبة الجولان عام 2011، إلى جانب قمع مسيرات العودة على حدود قطاع غزة عام 2018، ليتصاعد عملها مجددًا في العمليات العسكرية لجيش الاحتلال بمدينتي نابلس وجنين خلال الأشهر الماضية.
وعادة ما يستخدم قناصة جيش الاحتلال نوعين من بنادق القنص: الأول (m-24) التي يبلغ مداها الفعلي بين 600-800 متر، أما النوع الثاني فهو بندقية "بارك" التي يبلغ سرعة مقذوفها 890 متراً في الثانية بمخزن يحوي 7 رصاصات.
التسلل قبل إشارة البداية..
الخبير العسكري واصف عريقات يقول إن الجيش الإسرائيلي لا يمكنه أن يتقدم إلى الهدف المقصود دون مرافقة القناصة، وهؤلاء عادة ما يتسللون للمنطقة المستهدفة قبل بدء العملية بساعات.
ويضيف : "القناصة يأخذون مواقع مناسبة وكاشفة، ويُقسّمون المناطق لمربعات يكون كل واحد منهم مسؤولاً عنها".
ويوضح: "بعد كل عملية اقتحام أو توغل بقصد تصفية أو اعتقال أحد المطلوبين، يدرس الجيش ومخابراته تحركات المقاومين، ويعمل في المرات القادمة على كشف هذه المناطق واستدراجهم لأماكن مكشوفة لتصفيتهم".
ورغم ما يمتلكه الاحتلال من تقنيات تكنولوجية للتجسس والقتل، غير أنها لا تستغني عن القناص الذي يرى الموقع بصورة أكثر شمولية من الجندي الذي يعمل على الأرض ومن داخل المركبات، وفق "ضيف سند".
وعن مهام القناصة، يحدثنا "عريقات": "مهمتهم القتل بالدرجة الأولى لكل ما يمكن أن يشكل خطراً على الجنود الرجالة في المنطقة، إضافة إلى الإسناد والتغطية على عناصر القوات الخاصة التي تعمل على الأرض وبين الناس، وتشتيت انتباه عناصر المقاومة أو التضليل على المنطقة المستهدفة".
ويشدد الخبير العسكري على أن القناصة يكونوا معبئين بالحقد والكراهية على كل ما هو فلسطيني ولا مكان للشفقة أو الرحمة في قلوبهم، حيث يصبح القتل من صلب عقيدته.
ويجزم أن الاحتلال حوّل القناصة لسلاح ردع، "فالكثير من المسلحين لم يشكلوا خطراً حقيقياً على الجنود الإسرائيليين المتواجدين داخل مركباتهم المصفحة، لكن القناص اختار تصفيتهم بهدف إرهاب المقاومين".
سلاح حرب العصابات..
من ناحيته، يرى الخبير الأمني من غزة رامي أبو زبيدة، أن سلاح القنص كان وما زال من الأسلحة المؤثرة في عمليات الاقتحام، "حيث يوفر عملية دقيقة ومحكمة وآمنة نسبياً".
وعن طريقة عملهم في الميدان، يقول زبيدة: "تُفضل وحدات القنص الإسرائيلية اختيار مواقع جانبية قريبة على ساحة الاشتباك لضمان تحقيق إصابة مؤكدة، وقبل الوصول إلى الموقع المستهدف تعمل وحدات جمع المعلومات على دراسة المباني جيداً، وبعدها تختار موقع القنص والطريق الموصلة إليه".
وعن أثر هذا السلاح وخطورته على المقاومين، يوضح: "يعد القناصة من أدوات القتل الرئيسية التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي في عملية استنزاف مقاومي الضفة وقد تسببوا بقتل وإصابة العشرات".
ويعتبر سلاح القنص فعالاً في المعارك العسكرية المتداخلة والمشتبكة، أو ما تسمى "حرب العصابات" حين التحام الطرفين، فهو أداة محكمة ودقيقة تستطيع التخلص من الخصم المستهدف دون الحاجة للمواجهة المباشرة.
وحسب الخبير الأمني، فإنه يمكن مواجهة أو التقليل من خطورة القناص من خلال الابتعاد عن ارتداء الملابس ذات الألوان الفاقعة، وعدم المكوث فترة طويلة في ذات المكان، وتجنب سلوك طرق معروفة للاحتلال، إضافة للسير بخطىً سريعة ومتعرجة مع انحناء الجسم.
ويشير زبيدة إلى أهمية أن يتصف المقاومون بالنفس الطويل وعدم الاندفاع حتى لا يقعوا في مصيدة الاستدراج لمنطقة يريدها الاحتلال، وأن لا يخوضوا الاشتباكات في أماكن مكشوفة وقريبة من الآليات الإسرائيلية المصفحة.