- ℃ 11 تركيا
- 15 نوفمبر 2024
الرياضة في قلب السياسة بين السعودية وإيران.. كيف؟
الرياضة في قلب السياسة بين السعودية وإيران.. كيف؟
- 7 أكتوبر 2023, 4:18:29 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قبل ما يزيد قليلاً عن عقد من الزمن، أرسلت السعودية 3 رياضيات سعوديات مغتربات إلى أولمبياد لندن 2012 لتجنب الحظر الذي فرضته اللجنة الأولمبية الدولية على المشاركة.
وكانت اللجنة الأولمبية الدولية قد جعلت من إشراك الرياضيات شرطًا للرياضيين السعوديين الذكور، إلى جانب القطريين وبروناي، للمنافسة في البطولة.
وفي ذلك الوقت، كانت السعودية وقطر وبروناي الدول الثلاث التي لم تدرج النساء مطلقًا في فرقها الأولمبية.
ووفق مقال جيمس دورسي في "مودرن دبلوماسي"، وترجمه "الخليج الجديد"، فقد أصبحت الرياضة النسائية، أداة في جهود السعودية لتعزيز مكانتها كلاعب عالمي وزعيمة للعالم الإسلامي، ومدافعة عن حقوق المسلمين، وحكم على ما يشكل الإسلام "المعتدل".
وفي الخطوة الأخيرة للمملكة، حذر الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي (ISSF) ومقره الرياض، من أن فرض حظر على الرياضيات الفرنسيات اللاتي يرتدين الحجاب في أولمبياد باريس العام المقبل "يرسل رسالة إقصاء".
ويضم الاتحاد ممثلين عن 39 لجنة أولمبية وطنية ذات أغلبية مسلمة ومنظمات شبابية ورياضية حكومية، ويرأسه وزير الرياضة السعودي عبدالعزيز بن تركي الفيصل، أحد أفراد الأسرة الحاكمة في المملكة وسائق السباقات السابق.
ويضيف المقال أنه في الأسبوع الماضي، أصرت اللجنة الأولمبية الدولية على السماح بارتداء الحجاب داخل قرية الرياضيين خلال دورة الألعاب الأولمبية العام المقبل، لكنها لم تصل إلى حد تطبيق القاعدة على المنتخب الفرنسي.
وقالت اللجنة الأولمبية ،الدولية إنها على اتصال باللجنة الأولمبية الفرنسية "لمزيد من فهم الوضع فيما يتعلق بالرياضيين الفرنسيين".
وفي وقت سابق، قالت وزيرة الرياضة الفرنسية أميلي أوديا كاستيرا، لقناة "فرانس 3" التلفزيونية، إنه لن يُسمح لأي عضو في الوفد الفرنسي، بارتداء الحجاب لدعم "العلمانية الصارمة" في فرنسا.
وحسب المقال، فقد أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم في بيان له أن الحظر "يتعارض مع مبادئ المساواة والشمولية واحترام التنوع الثقافي الذي تدافع عنه الألعاب الأولمبية.. والحجاب هو جانب من هوية العديد من النساء المسلمات ويجب احترامه".
وقال "فيفا"، إن "هذا الحظر لا ينتهك الحرية الدينية للرياضيين المسلمين الفرنسيين فحسب، بل قد يحرمهم أيضًا من فرصة المشاركة في الألعاب الأولمبية، وتمثيل بلادهم وإلهام الآخرين".
ويشير الكاتب إلى أن الحظر الأولمبي يأتي في أعقاب حظر العباءة، أو غطاء الجسم بالكامل للنساء، في المدارس الفرنسية في أغسطس/آب.
ومن خلال الدفاع عن وجهة نظر الأغلبية المسلمة لصالح حق المرأة في ارتداء الحجاب، فإن السعودية، وهي القوة المهيمنة في الاتحاد الدولي لكرة القدم، تلوح بأوراق اعتمادها الدينية في الوقت الذي رفعت فيه العديد من القيود المفروضة على المرأة في المملكة، بما في ذلك في الرياضة حيث خففت الفصل بين الجنسين، وسعت إلى تقليص دور الدين في الحياة العامة، وأدخلت الترفيه على النمط الغربي.
وحسب الكاتب، يأتي ذلك أيضًا في الوقت الذي يشتبه فيه الكثيرون في أن السعودية قد تتنازل عن الحقوق الفلسطينية كجزء من الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لحمل المملكة على الاعتراف بإسرائيل حيث زار وزيران إسرائيليان السعودية الأسبوع الماضي، لحضور مؤتمرات دولية.
ويلفت المقال كذلك إلى أن السياسة طغت أيضًا عندما رفض نادي الاتحاد السعودي هذا الأسبوع لعب مباراة في دوري أبطال آسيا في أصفهان ضد سباهان الإيراني، بسبب تماثيل للقائد العسكري الإيراني المثير للجدل قاسم سليماني عند مدخل الملعب.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية، أن التماثيل النصفية كانت موجودة منذ 3 سنوات، وأن الاتحاد تدرب في الملعب في وقت سابق من هذا الأسبوع، دون إثارة أزمة حول هذه التماثيل.
وكانت المباراة ستكون واحدة من أولى المباريات التي ستلعب فيها الأندية السعودية والإيرانية مباريات ضد بعضها البعض، على أرض طهران، منذ عام 2016.
وفي حادثة مماثلة في يونيو/حزيران، طالب وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، الذي كان في طهران للمرة الأولى منذ إعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، بتغيير مكان عقد مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني، لأن الغرفة المقررة في البداية كانت تضم صورة سليماني على الحائط
وقد توسطت الصين في استعادة العلاقات في مارس/آذار الماضي، حيث قطعت السعودية علاقاتها في عام 2016، بعد أن نهب الإيرانيون البعثات الدبلوماسية السعودية، احتجاجًا على إعدام المملكة لرجل دين شيعي بارز.
وتحتفل السلطات الإيرانية بسليماني باعتباره بطلاً قومياً.
ووفقا للمقال، انتظر حوالي 60 ألف متفرج دون جدوى هذا الأسبوع في ملعب نقش جان في أصفهان، حيث رفض الاتحاد مغادرة غرفة تبديل الملابس إذا ظل تمثال سليماني النصفي في مكانه.
ورغم أن المتفرجين أصيبوا بخيبة أمل بسبب حرمانهم من فرصة مشاهدة النجمين نجولو كانتي وفابينيو وهما يلعبان، إلا أن مقاطع الفيديو المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت على ما يبدو المشجعين الإيرانيين الغاضبين وهم يهتفون بضرورة إبعاد السياسة عن اللعبة الجميلة.
وقد أشارت بعض المنشورات إلى أن لاعبي سباهان صفقوا للجماهير.
وقال الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الهيئة المعنية بكرة القدم في القارة، إنه يحقق في الحادث.
ويمكن للاتحاد الآسيوي لكرة القدم معاقبة كلا الناديين.
ويعتقد الكاتب أنه من الممكن أن يتم تغريم سباهان وخسارة نقاط بسبب وضع رموز سياسية في الملعب، في انتهاك للتأكيد من قبل منظمي كرة القدم بأن الرياضة والسياسة منفصلان، في حين يمكن معاقبة الاتحاد لرفضه لعب المباراة.
ويشير الكاتب أنه قبل أسبوعين، لعب نادي النصر السعودي مع بيرسيبوليس الإيراني في ملعب آزادي الخالي في طهران، بعد أن فرض الاتحاد الآسيوي حظراً على الجماهير لمباراة واحدة بسبب سلوك المشجعين.
ووفق المقال، يسلط رفض الاتحاد مواجهة سباهان الضوء على القيود المفروضة على التقارب بين السعودية وإيران.
ويسعى البلدان إلى التعاون في القضايا الاقتصادية وغيرها من القضايا، دون محاولة حل الخلافات الأساسية التي يرمز إليها إرث سليماني.
وأرسل التمثال النصفي لسليماني رسالة مفادها أنه "من غير المرجح أن تقوم إيران بتعديل السياسات التي تعارضها السعودية بشدة نتيجة لاستعادة العلاقات الدبلوماسية".
وتشمل هذه السياسات دعم إيران للميليشيات في مختلف الدول العربية وبرامجها النووية والصاروخية الباليستية.
ونتيجة لذلك، فإن حادثة مباراة الاتحاد تلقي بظلالها على الجهود السعودية والإيرانية لإدارة خلافاتهما لمنعها من الخروج عن نطاق السيطرة.
ويتوقع الكاتب أن تزداد العلاقات توتراً إذا أبرمت المملكة اتفاقاً أمنياً ملزماً قانوناً مع الولايات المتحدة، كجزء من اتفاق يتضمن اعتراف السعودية بإسرائيل.
وبهذا السياق، قال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي للسفراء المسلمين هذا الأسبوع، إن تطبيع العلاقات مع إسرائيل "يرقى إلى مستوى المقامرة المحكوم عليها بالفشل".
وحذر من أن الدول التي تقيم علاقات مع الدولة اليهودية ستكون "في خطر".
وأضاف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في كلمة له: "نحن نرحب بالصفحة الجديدة في العلاقات مع أشقائنا الإقليميين، ولكن يجب علينا أيضًا التحرك بشكل حاسم لرفض شرعية النظام الصهيوني والتخلي عن التطبيع معه".
فمن ناحية، يسلط رفض الاتحاد الضوء على هشاشة التقارب السعودي الإيراني.
ومن ناحية أخرى، فإن اجراءات مثل دعم الرياضيات الفرنسيات المسلمات، يعزز مكانة المملكة كقوة إسلامية استبدادية، ولكنها أكثر ليبرالية واعتدالًا اجتماعيًا تعارض التشدد الديني، بما في ذلك النسخة الإيرانية من الإسلام المتشدد.