- ℃ 11 تركيا
- 7 نوفمبر 2024
الأشقر معلقا على الانتخابات الأردنية:أنتم في ميدان الصراع مع الأنماط السياسية التقليدية
الأشقر معلقا على الانتخابات الأردنية:أنتم في ميدان الصراع مع الأنماط السياسية التقليدية
- 12 سبتمبر 2024, 12:41:34 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
حققت الأحزاب الإسلامية فوزاً كبيراً في الانتخابات البرلمانية الأردنية التي جرت يوم الثلاثاء الماضي تحت مظلة القانون الجديد، اذ حصل مرشحو حزب جبهة العمل الإسلامي على 31 مقعدًا.
وأشارت الهيئة المستقلة للانتخابات الأردنية إلى أنها اعتمدت جميع النتائج الأولية للانتخابات النيابية كنتائج نهائية سيتم نشرها بالجريدة الرسمية.
وأعلنت كذلك أنّ حزب الوفاق فاز بـ21 مقعدًا في الانتخابات النيابية.
وفي ضوء ذلك علق الدكتور أسامة الأشقر المؤرخ وأستاذ اللغة :
1. ربما فطن الكثيرون إلى رمزيّة المكان الوارد في الحديث المشهور "أنتم شرقيّ النهر وهم غربيّه"، لكن تحويل هذه الرمزيّة إلى هويّة سياسية وقيمة مرجعيّة في العمل السياسي تستند إلى زاوية الارتكاز الاستراتيجي على تحدّي وجود الطرف المعادي في الناحية المقابِلة تزداد فرصها في التنظير والتأطير والمبادرة والتنميط السياسيّ.
2. وقد بات ظاهراً أنّ مواقفَ القوى الإسلامية والوطنية الواضحة تجاه رمزيّة ما فعله الإمام "الجازي" وخلفيّات ما فعله قد كَسَرت هندسةَ النظامِ الانتخابيّ المصمّم لتحجيم المعارضات الوطنية.
3. ولا شك أن الجماهير الأردنيّة الحيّة على أطيافها قد رفعت هؤلاء المتقدمين في الانتخابات الأخيرة ثقةً بهم، وأملاً في استمرار ثباتهم، وتثبيت شعاراتهم، وتحقيقها في فضاء الواقع.
4. وهذا يعني أنّكم دخلتم في اختبار المصداقيّة الجماهيريّة التي تتطلع إلى إبداعكم في استثمار هذا الحضور الجماهيري وموضوعاته التي فوّضكم في العمل فيها.
5. وهذا يعني أيضاً أنكم أصبحتم في ميدان الصراع المباشر مع الأنماط السياسية التقليدية المتنفّذة التي تتبنّى فلسفة ضعف الأردنّ، والتهوين من إمكانياته، والتبرير بعدم قدرته على مواجهة تحديات الواقع وقواه المتسلطة على الإقليم، واحتياجه الدائم إلى تقديم خدماته للأقوياء من حوله لتحييده في صراعات المنطقة التي لا تنتهي.
6. وهذا يعني أن القضيّة لم تعُد الآن في إعلان المواقف الحزبيّة أو الشخصية بقدر ما تكون القضية في برمجة الشعارات وتنزيلها على الواقع السياسي، وتأكيد جدارتها بالاستعمال والمبادرة، وتغيير هذه الفلسفة التقليدية المستهلَكة التي عطّلت الدور الأردني عقوداً طويلة أدّت إلى استمرار نزيف المنطقة، وعدم وجود مسارات فاعلة قادرة على إعادة ضبط توازن القوى، ومنع تغوّل العدوّ الذي يتطرّف في كل اتجاه دون رادع سِوى من قوى شعبية غير مسنودة بأنظمة المنطقة.
7. هذا يعني أن الدور الآن هو في حماية ضمير الشعب الأردنيّ الذي أودعكم أمانة هذه القيم التي يؤمن بها ويحملها في صدره، وأنّه ينتظر منكم أن ترتفعوا في نضالكم السياسي والاجتماعي والإعلامي إلى الذروة لتصحيح مؤشّر البوصلة الوطنيّة التي يتبنّاها الشعب حقّاً، وإقناع كل ذي نفوذ بأنّ ثمة مسارات أخرى يمكن إعادة تجريبها، واستعمالها لتعزيز حضور الأردن، وضمان استمرار فاعليته وحماية مستقبله، بمنحها إسناداً إيجابيّاً ذا نفَس طويل ومتطور يراعي التكتيكيّ والاستراتيجيّ معاً بإدارة مشتركة واعية ذكيّة.