-
℃ 11 تركيا
-
6 مارس 2025
الأبواب الخلفية في اللعبة الجهنمية
علق هاني القونيسي، على مخرجات القمة العربية الطارئة وسيناريوهات، وكتب على صفحته الشخصية على فيسبوك تحليل تحت عنوان "الأرض المحروقة وأبواب جهنم" التي توعد بها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد.
وفيما يلي نص المقال: "لعب أمريكاني على كبير ومسار خلفي ربما يغيّر بعضا من فرضيات المعادلة المعقدة في المنطقة (بعيداً عن دراما السجال "التنظيري" حول مخرجات القمة العربية الطارئة وسيناريوهات "الأرض المحروقة وأبواب جهنم" التي توعد بها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد '(اليمني الأصل) إيال زامير' غزة في أول أيام عهدته.. هذا إن صح ما كشفه موقع "أكسيوس" عن إجراء إدارة ترمب "مباحثات سرية مع حماس لإطلاق سراح الرهائن الأمريكيين المحتجزين في غزة"، والتي وصفتها مصادر الموقع (الاستخباراتي) بأنها "غير مسبوقة" من حيث كونها "مباشرة" بين الطرفين دون وسيط. ونقل 'أكسيوس" عن تلك المصادر (الحساسة) أن المباحثات التي قادها المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن 'آدم بوهلر' مع قيادات حركة حماس جرت في الدوحة خلال الأسابيع الأخيرة، تناولت أيضاً إمكانية التوصل إلى "اتفاق أوسع لإنهاء الحرب في غزة".
وبخلاف أنه لم يسبق للولايات المتحدة أن تواصلت بشكل مباشر (باستثناء ما يجري عادة عبر الوسيطين القطري والمصري) مع حماس التي صنفتها واشنطن "منظمة إرهابية" في عام 1997، فالملفت -أو الأكثر إثارة من وجهة نظري- في خبر 'أكسيوس' أن " إسرائيل علمت ببعض جوانب المحادثات عبر قنوات أخرى". أي أن التفاوض المباشر بين مبعوث ترمب وممثلي حماس جرى من دون موافقة إسرائيل، وهي خطوة أخرى لم تجرؤ أي من الإدارات الأمريكية السابقة على اتخاذها. لكنه ترمب الذي لا يتوقعه أحد - جتى أقرب المقربين منه.
نظرياً ، فإن مباحثات 'يوهلر' التي ركزت "جزئيًا" على إطلاق سراح 5 رهائن أمريكيين (من بين 59 مازالوا محتجزين لدى حماس في غزة ويُعتقد أن 22 فقط منهم ما زالوا على قيد الحياة) تقع ضمن اختصاصاته كمبعوث لملف الرهائن، لكن "عمليا" تبدو التسريبات عن مناقشاته "المباشرة" مع الحركة "المصنفة إرهابية" بشأن سيناريوهات وقف الحرب ومستقبل الوضع في غزة مفاجأة تخلط -في سقفها الأعلي- بعضا من أوراق اللعبة في الشرق الأوسط وتوارب الباب أمام حماس من أجل التوصل إلى "صفقة" تلائم عقلية البيزنس الترمبية أو تمنحهم طوق نجاة من براثن طروحات القضاء المبرم عليها كيان .. وفي حدها الأدنى، تناقض خطاب الكراهية "المعلن" من إدارة ترمب وقد تثير حفيظة طفله النتن المدلل (الذي سيفعل أي شيء من أجل التخلص نهائيا من حماس والاستمرار في "أكشن" الحرب الذي يطيل في عمره السياسي). ويبقى دائماً فضول التساؤل عن "حقيقة وطبيعة" الدور الذي تلعبه الحليفة المستأمنة قطر (بكل ما لديها من نفوذ لدى حماس) في ذلك السياق، خاصةً بعد قرار المبعوث الأمريكي 'ستيف ويتكوف' إلغاء زيارته إلى الدوحة هذا الأسبوع بعدما كان مقررا أن يلتقي رئيس الوزراء القطري بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار (بعدما تبين عدم إحراز أي تقدم من جانب حماس حسب البيان الأمريكي).
ترمب -برغم كل ما يُظهر من علامات بأس وحسم- رجل أعمال يقتات على الصفقات، والمؤكد أنه غير راغب في الاستمرار في "تمويل حروب خارجية" مهما كانت عائداتها السياسية. فهل تنجح حماس في استغلال "فريصة" (تصغير فرصة} من بين أنياب الليث الأمريكي العجوز لكي تنجو بصفقة ما تبقيها على قيد الحياة، وهل تستطيع مصر "المحشورة" في مأزق لا تُحسد عليه بعد رد الفعل السلبي (الأمريكي/ الإسرائيلي) على خطتها لإعمار غزة (والتخاذل الخليجي في تقديم عرض "حقيقي" بتمويل مستحقاتها) الاستفادة من "ثغرة" قد تمنحها موطئ قدم في رقعة محفوفة بكل أنواع التآمر والغموض ؟! من يدري









