- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
اسرائيل: إرسال المُسيَّرة يؤكِّد جرأة إيران وسعيها لحربٍ شامِلةٍ وهو ما أبقى غالانت في منصبه
اسرائيل: إرسال المُسيَّرة يؤكِّد جرأة إيران وسعيها لحربٍ شامِلةٍ وهو ما أبقى غالانت في منصبه
- 4 أبريل 2023, 2:41:22 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أكّد مُحلِّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة إنّ قرار إرسال المُسيّرة إلى العمق الإسرائيليّ يدُلّ على ارتفاع الجرأة لدى الإيرانيين، وجاء كتكملةٍ لتبادل الضربات بين الطرفيْن منذ عملية (مجدو) الشهر الفائت، كما قال.
ونقلاً عن محافل أمنيّةٍ مطلعةٍ في إسرائيل، قال نوعام أمير، مُحلِّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (ماكور ريشون) العبريّة، إنّه عندما اخترقت المُسيّرة الأراضي الإسرائيليّة لمسافة 25 كم، كانت “أجهزة الإنذار لم تُشغَّل، لكن مجموعة الواتساب من سكان الجليل الأعلى لم تترك مجالاً للشك، كذلك ضجة الطائرات التي حلّقت على علو منخفض. فقد جرى استدعاء طائرات سلاح الجو الإسرائيليّ بعد الشكوك في توجُّه مسيّرة من سوريّة إلى الأجواء الإسرائيليّة.
ولفت إلى أنّ “المرّة الأخيرة التي جرى فيها مثل هذه الحادثة، اعترضت الطوافات الحربية المسيّرة، وأدى هذا إلى يوم قتالٍ في مواجهة سورية وإيران، ووصل الوضع إلى سقوط طائرةٍ حربيّةٍ في الجليل فوق بيوت الناس، وهذا آخر ما تريد إسرائيل الانجرار إليه عشية ليلة عيد الفصح”.
وشدّدّ المُحلِل على أنّ “تسلُّل المسيّرة استحوذ على اهتمامٍ كبيرٍ، وأُرسل عدد كبير من الجنود إلى مكان سقوط المسيّرة لجمع بقاياها، والهدف واضح، وهو التحقيق وفهم مَنْ هم أصحاب المسيّرة، ومَن أرسلها، وما الهدف منها”.
ورأت المصادر، التي اعتمد عليها المُحلِّل أنّ “إسرائيل تنجرّ وراء إيران التي تعربد في الشرق الأوسط، وأنّ كميات السلاح التي تهرّبها إيران تزداد بصورةٍ كبيرةٍ، والدليل على ذلك العدد الكبير للهجمات التي تقوم بها إسرائيل في سورية، وفقاً لتقارير أجنبية”.
وتابع: “كما أنّ عدم توخي الحذر والحماية من جانب المستشارين الإيرانيين الذين أُرسلوا إلى سورية، وما أدى إلى قتلهم في الهجمات والاغتيالات يشير إلى أنّ الإيرانيين لم يعودوا يشعرون بالخوف. والسؤال: ماذا يريدون؟”.
وأوضح: “إذا قمنا بقياس مؤشر الشجاعة، بحسب الأحداث التي تجري في الشمال، فمن الصعب ألّا نستنتج أنّهم يسعون للمواجهة، فَمَنْ يعطي الضوء الأخضر لدخول (مخرب) من لبنان مع عبوة كبيرة للقيام بهجوم يؤدي إلى سقوط عدد كبير من المصابين، يريد حربًا، لو أدى الهجوم في مجيدو إلى وقوع عدد كبير من القتلى، لكنّا الآن نخوض حرب لبنان الثالثة، كما أنّ حرب الشمال الأولى، التي تشمل سوريّة أيضًا، هي بالأساس رهن بالطرف الثاني”.
وأردف قائلاً إنّه “لا شكّ في أنّ مَنْ يقف في الطرف الثاني يعتقد أنّ إسرائيل ضعيفة ومضغوطة، لكنّ إسرائيل سارعت إلى التوضيح أنّ على الطرف الثاني ألّا يصدّق ما يقال في وسائل الإعلام العربيّة التي تغطي الاحتجاجات في إسرائيل، كما يتعيّن على إيران وحزب الله و(حماس) والجهاد الإسلامي ألّا يختبروا إسرائيل وجهوزيتها”، على حدّ قول المصادر الأمنيّة التي اعتمد عليها المُحلِّل.
من ناحيته، نقل عاموس هارئيل، محلل الشؤون العسكريّة في (هآرتس) العبريّة عن مصادره الرفيعة بالمنظومة الأمنيّة في تل أبيب، أنّه منذ بداية آذار (مارس) الفائِت، أُجريَ إحصاء 7 هجماتٍ جويّةٍ على سورية على الأقل، وهو عدد أكبر من المعدل خلال الأشهر الماضية.
وشدّدّ على أنّ “زيادة وتيرة الهجمات ضدّ أهداف إيرانية في سورية، يمكنها أنْ تؤشّر إلى طرف آخر مرتبط بالأحداث الأخيرة، الحرس الثوريّ، ففي الآونة الأخيرة، إسرائيل قلقة من جهود إيران المتزايدة في تنفيذ عمليات ضدها، والحرس الثوري و(حزب الله) مرّرا أموالاً للفلسطينيين في الضفة الغربية، لتشجيعهم على تنفيذ عمليات.”
وأوضح أنّ “زيادة وتيرة الهجمات على سورية يمكنها أنْ تشير إلى المسؤول عن “عملية مجدو”، التي وقعت في الـ 13 من الشهر الفائت، لافتًا في ذات الوقت إلى أنّه حتى الآن، كان هناك تلميحات مختلفة إلى احتمال تدخُّل (حزب الله) في العملية، ومن الممكن أنْ يكون ذلك بالتعاون مع أحد الفصائل الفلسطينية”، مُضيفًا أنّ “المؤسسة الأمنية لم تُصدر حتى الآن تقديراتها الرسميّة بهذا الشأن.”
وخلُص المُحلِّل هارئيل إلى القول إنّ “إسرائيل تُفضِّل إدارة المعركة في الأراضي السوريّة وإلحاق الضرر بالأهداف الإيرانيّة هناك، تخوّفًا من مواجهةٍ مباشرةٍ مع حزب الله في لبنان، يمكنها أنْ تتطوّر بسهولةٍ إلى حربٍ شاملةٍ لا يريدها الطرفان”، على ما نقله عن المصادر الأمنيّة المطلعة في تل أبيب.ش