تكبير الخط تصغير الخط

اتخذت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطوات تمهيدية لتقليص أعداد الموظفين في الحكومة الفدرالية، في إطار خطة لخفض الإنفاق الحكومي.

وخلال أول اجتماع لإدارته يوم الأربعاء، شدد إيلون ماسك، المسؤول عن تقليص حجم الحكومة، على أهمية الإسراع بتنفيذ هذه الخطط. وأوضح أن الهدف هو تقليل الميزانية الفدرالية، التي تبلغ 6.7 تريليونات دولار، بمقدار تريليون دولار خلال العام الجاري، وهو تحدٍّ كبير قد يستدعي إلغاء العديد من البرامج الحكومية.

من جانبه، أكد ترامب ضرورة حماية البرامج الصحية والتقاعدية التي تمثل نحو نصف إجمالي الإنفاق الحكومي، محذرًا من أن استمرار الإنفاق بهذا الشكل قد يؤدي إلى إفلاس البلاد.

موجة تسريحات واسعة

أسفرت الإجراءات الإصلاحية غير المسبوقة التي تبنتها إدارة ترامب عن فقدان أكثر من 20 ألف موظف لوظائفهم حتى الآن، إلى جانب تجميد المساعدات الخارجية وتعطيل مشروعات البنية التحتية والبحث العلمي.

ورغم ذلك، لم تسفر هذه الخطوات عن خفض فعلي في الإنفاق الحكومي، حيث أظهرت بيانات وكالة "رويترز" ارتفاع الإنفاق بنسبة 13% خلال الشهر الأول من ولاية ترامب مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى زيادة مدفوعات الفائدة على الديون، إلى جانب ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية والمعاشات.

وركزت عمليات التسريح في البداية على الموظفين الجدد الذين لا يتمتعون بحماية وظيفية كاملة، فيما تستعد الإدارة الآن لتوسيع نطاق التخفيضات لتشمل الموظفين ذوي الخبرة. ووفقًا لمذكرة رسمية قبل الاجتماع، دعت الإدارة إلى "تخفيض كبير" في الوظائف، دون تحديد عدد دقيق للمناصب المستهدفة.

توجيهات من البيت الأبيض

أصدر البيت الأبيض تعليمات لجميع الوكالات الفدرالية بالتحضير لتسريح أعداد كبيرة من الموظفين، عبر إلغاء الوظائف غير الضرورية. كما وجه مدير مكتب الإدارة والموازنة، راسل فوت، هذه الوكالات بعدم تعيين بدائل للوظائف الملغاة، بالإضافة إلى إنهاء عقود الموظفين الذين يُعتبر أداؤهم غير مرضٍ.

وأكد فوت أن هذه الإجراءات تأتي تنفيذًا للوعود التي قطعها ترامب خلال حملته الانتخابية. ومع ذلك، ستُستثنى بعض الجهات مثل قوات إنفاذ القانون، والوكالات المسؤولة عن سياسة الهجرة، وخدمات البريد، والقوات المسلحة. كما سيحصل عدد من المؤسسات على معاملة خاصة، من بينها الوكالات التي تقدم خدمات مباشرة للمواطنين، مثل أنظمة التقاعد والرعاية الصحية لكبار السن والمحاربين القدامى.

خطة التسريح على مرحلتين

تنقسم خطة التسريح إلى مرحلتين رئيسيتين، تشمل الأولى إعادة هيكلة الوكالات الفدرالية، بينما تركز الثانية على تقليص عدد الموظفين غير الأساسيين.

وقد طُرحت في وقت سابق مبادرة لتشجيع الموظفين على مغادرة وظائفهم طواعية مقابل حصولهم على رواتبهم لمدة ستة أشهر، وهي الخطة التي جذبت أكثر من 75 ألف موظف من أصل مليوني موظف فدرالي. ومع ذلك، واجهت هذه الإجراءات اعتراضات من بعض النقابات، لكن القضاء رفض إحدى الشكاوى في 20 فبراير، معتبرًا أن القضية خارج اختصاصه.