تكبير الخط تصغير الخط

وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم إلى سلطنة عُمان للمشاركة في محادثات غير مباشرة مع المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف.

◄ما هي آخر مفاوضات برنامج إيران النووي؟

يأتي ذلك وسط مؤشرات على إمكانية التوصل إلى "تفاهم أولي" قد يؤدي إلى تحديد جدول زمني لمفاوضات موسعة حول برنامج إيران النووي.

◄أهداف المحادثات

وتهدف هذه المحادثات إلى وضع إطار وهيكلية جديدة لمفاوضات قد تسفر، خلال الأشهر المقبلة، عن تخفيف بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، وإعادة هيكلة برنامجها النووي المدني. ويُعد هذا التطور، إن تحقق، أهم انفراجة في العلاقات الإيرانية الأمريكية منذ الاتفاق النووي لعام 2015، الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2018.

وقال عراقجي عند وصوله إلى مسقط: "نهدف إلى التوصل إلى اتفاق مشرّف من موقع متكافئ. وإذا جاء الطرف الآخر من نفس الموقع، فبإذن الله، سيكون هناك فرصة لتفاهم أولي يقود إلى مسار تفاوضي".

ويُجري عراقجي هذه المحادثات لاختبار حدود تفويض ويتكوف، وما إذا كان يقتصر على منع تسليح البرنامج النووي المدني الإيراني، أو يشمل إنهاء البرنامج بالكامل مع مطالب سياسية أخرى.

في حال طالبت واشنطن بإنهاء كامل للبرنامج النووي المدني، ستقترح طهران إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، وهو ما يتطلب ضغطًا أمريكيًا على إسرائيل للانضمام إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية والتخلي عن ترسانتها النووية غير المؤكدة – وهو ما سترفضه كل من إسرائيل والولايات المتحدة.

◄أزمات إيران الخانقة

وتأتي هذه المحادثات في وقت تعاني فيه إيران من أزمة اقتصادية خانقة وانقطاعات متكررة للكهرباء. ورغم معارضة بعض التيارات المتشددة داخل البرلمان والمقربين من المرشد الأعلى علي خامنئي، إلا أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يؤمن بأن التفاوض هو السبيل للخروج من "قيد العقوبات".

وقد أبدى ترامب مرونة في تصريحاته الأخيرة، قائلاً: "أنا لا أطلب الكثير، فقط ألا يكون لديهم سلاح نووي... أريدهم أن يزدهروا، أريد لإيران أن تكون بلداً عظيماً وسعيداً". وفي مقابل ذلك، قال بزشكيان بلغة تناسب عقلية ترامب: "لا مانع لدى سماحة السيد (خامنئي) من الاستثمارات الأمريكية في إيران... أهلاً بالمستثمرين الأمريكيين".

◄ كيف تلعب  سلطنة عُمان دور الوسيط التاريخي في هذه المحادثات؟

جدير بالذكر أن سلطنة عُمان تلعب دور الوسيط التاريخي في هذه المحادثات، حيث يتولى وزير خارجيتها بدر بن حمد البوسعيدي هذا الدور. وتُدار المحادثات على خلفية ضغط زمني، إذ يتوجب على بريطانيا وفرنسا وألمانيا اتخاذ قرار بشأن إعادة فرض العقوبات الأممية المعلقة بحلول 18 أكتوبر.