- ℃ 11 تركيا
- 16 نوفمبر 2024
نفوذ من زاغروس إلى المتوسط.. لهذا تهاجم إيران القوات الأمريكية
نفوذ من زاغروس إلى المتوسط.. لهذا تهاجم إيران القوات الأمريكية
- 13 يونيو 2023, 1:01:51 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تكثف إيران والمليشيات المتحالفة معها هجماتها على القوات الأمريكية في الجارتين سوريا والعراق ضمن استراتجية إيرانية كبرى لتوسيع النفوذه من جبال زاغروس (شرقي العراق) إلى البحر الأبيض المتوسط (غربي سوريا).
إلى تلك القراءة التحليلية خلصت كارولين روز، وهي محللة أولى في معهد نيو لاينز للأبحاث بواشنطن، عبر تحليل في موقع جيوبوليتيكال فيوتشرز (Geopolitical Futures) ترجمه "الخليج الجديد".
وقالت كارولين: "تسريب استخباراتي حديث يفيد بأن الميليشيات المتحالفة مع إيران تعزز قدراتها الهجومية ضد القوات الأمريكية شرقي سوريا. ويقال إنهم يستعدون لمزيد من هجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ ويختبرون أجهزة متفجرة متطورة كالمتفجرات الخارقة للدروع لمهاجمة القوافل الأمريكية".
وتابعت: "يتوافق ذلك مع معلومات استخبارية نشرتها في وقت سابق من العام الجاري صحيفة "ذا واشنطن بوست" (The Washington Post) تفيد بأن مركزا مشتركا للجيش السوري والحرس الثوري الإيراني وميليشيات أخرى مرتبطة بإيران، وكذلك القوات الروسية، ينسق نشاطا ضد القوات الأمريكية في شمال شرقي سوريا".
"في المقابل "انخرطت واشنطن في ضربات انتقامية ضد الميليشيات الإيرانية لسنوات، لكن استراتيجية طهران المتجددة تثير أسئلة حول استراتيجية إيران الأوسع تجاه الولايات المتحدة في المنطقة"، وفقا لكارولين.
وأردفت: "وكما تظهر مصالحتها الوليدة مع خصوم سابقين مثل السعودية (بوساطة الصين في مارس/ آذار الماضي)، ظاهريا حليف للولايات المتحدة، فإن تلك الاستراتيجية الإيرانية أكثر إقبالا على المخاطرة مما كانت عليه سابقا".
فك ارتباط أمريكي
"على مدى السنوات الثلاث الماضية، أدت الضربات المتتالية للميليشيات ضد القوات الأمريكية إلى الضغط على البعثة (العسكرية الأمريكية) في العراق وسوريا"، بحسب كارولين.
وأضافت أنه "بعد فترة من التوترات المتصاعدة في أعقاب مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني (في غارة جوية أمريكية ببغداد عام 2020)، خفضت الولايات المتحدة وجودها في المنطقة، واحتفظت بـ2500 جندي في العراق و900 في سوريا، ونقلت العديد من قواعدها إلى القوات العراقية والكردية، وأعادت تعريف مهمتها من قتالية إلى تقديم المشورة والمساعدة".
واعتبرت كارولين أن هذا "الانسحاب يتماشى مع هدف واشنطن بعيد المدى لفك الارتباط عن الشرق الأوسط والتركيز على روسيا (في أوكرانيا) والصين (في منطقة المحيطين الهندي والهادئ)، كما أنه يتماشى مع الرأي العام (الأمريكي)، لكن الضربات المستمرة وتزايد الخسائر في الأرواح جددت الجدل حول وجود جنود على الأرض".
وتابعت أن "الولايات المتحدة حافظت على قبضتها في العراق وسوريا، وكثيرا ما ردت بضربات انتقامية عندما تعرضت مواقعها لهجمات الميليشيات المتحالفة مع إيران، لكنها فعلت ذلك بحذر".
ورأت كارولين أنه "وسط حرب (روسية مستمرة) في أوكرانيا (منذ 24 فبراير/ شباط 2022)، وتصاعد التوترات مع الصين، وجهود فك الارتباط عن الشرق الأوسط، فإن آخر ما تريده الولايات المتحدة هو تصعيد كبير".
واستطردت: "وهكذا حرصت واشنطن على الانتقام بشكل متناسب، على أمل أن يكفي ذلك لردع إيران ووكلائها، لكن لم يحدث ذلك، إذ ترى طهران فرصة للضغط على واشنطن أكثر".
الاستراتيجية الإيرانية الكبرى
في المقابل "تتمثل الاستراتيجية الإيرانية الكبرى في توسيع نفوذها من جبال زاغروس إلى البحر الأبيض المتوسط، ولذلك أقامت طهران علاقات اقتصادية وسياسية ودفاعية مهمة مع الجماعات المحلية للحفاظ على النفوذ وتفكيك الأمن المحلي، لكن القوات الأمريكية في العراق وسوريا عقبة أمام أهداف إيران"، بحسب كارولين.
واستدركت: "لكن مثل الولايات المتحدة، كان على إيران أن تكون حريصة على عدم تصعيد الموقف، خاصة أثناء المفاوضات النووية وحملتها لتخفيف العقوبات، لذلك لجأت إيران ووكلائها إلى استخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ على مواقع دفاعية أمريكية محصنة".
واعتبرت أنه "تم تصميم تلك الهجمات لإرسال رسائل إلى واشنطن دون إلحاق خسائر كبيرة، لكن الأمور تغيرت بعد مقتل سليماني، فالآن تقبل إيران ووكلاؤها مخاطر أكبر ويشنون ضربات أكثر فتكا على المواقع الأمريكية".
هيكل أمني جديد
كارولين قالت إنه "مع انسحاب واشنطن من الشرق الأوسط، تحاول الجهات الفاعلة الإقليمية، ومعظمها كان من شركاء الولايات المتحدة، تعديل الوضع مع إيران في سعيها لبناء هيكل أمني إقليمي جديد، ووجود إيران في الدول التي تعاني من الصراع، مثل اليمن وسوريا والعراق، يجعل ذلك ضروريا".
واستدركت: "مع ذلك، في حين قدمت إيران تنازلات بشأن اليمن، فإنها لم تستسلم للآمال الإقليمية في تقليص نفوذها في سوريا، مفضلة إحكام قبضتها على القوات المحلية بالوكالة".
ومنذ أشهر ينعم اليمن بتهدئة من حرب بدأت قبل نحو تسع سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وقوات جماعة الحوثي، المدعومة من إيران، والمسيطرة على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء منذ 14 سبتمبر/ أيلول 2014.