تكبير الخط تصغير الخط

احد المشكلات التي تواجه اصحاب الفكر الاصلاحي السياسي لاسيما المستقلين منهم بأنهم يتعاملوا مع افكارهم بأنها بينية واضحة، لاشك فيها، لا تحتاج لجدل. وأنهم كاخصوم سياسيين موجودين خارج السلطة والحكم يتربعون على ملكوت الحقيقة والحرية والعدالة الاجتماعية والسياسية، هذا بحسب اعتقادهم،كما أن مجمل من يحملون الفكر الاصلاحي السياسي يعتقدون بأن قوة العقل الاصلاحي لانه مستقل لا يخضع لاي تأثير، لذلك هو عقل ميكانيكي نموذجي استثنائي وهذا الاستثناء لأنه ليست مؤدلج ولا يحتاج للجدل ليثبت صوابية افكاره، ويعتقدون بأن هذا امتياز..ليس هذا فحسب بل هم في حالة صراع مع العقل الايدلوجي،

بالتجاه الاخر هناك مشكلة اصابت العقل الايدلوجي في لُبه  عندما قام بتحريف الجدل واخراجه من سياقه الفكرى، فبعدما ارتكب هذه الجريمة الفكرية البشعة في حق الجدل أصبح يستخدمه في تبرير الاخطاء والخطايا وتشريع الرذائل،بمعزل عن هدفه الاسمي الذي يسعي للوصول للحقيقة وارساء قواعد الاصلاح، هذه معضلة كبيرة،وحاجز كبير يمنع الوصول للحقيقة،هناك حالة شائكة تحتاج (لتفكيك الجدل) وتصويب مساره وتعرية من قاموا بتحريفه واخراجه من سياق مساره الفكري،الصحيح، واستخدموه استخدام هدام، وهذه مسؤلية النخبة الاصلاحية. الجدل السياسي هو  الذي يؤدي للإصلاح، لذالك يجب ان يكون مدخل في عملية الاصلاح لا سيما في الحكم في المعارضة في الايدلوجيا ومدى صلاحيتها، في الحريات، في القضاء،في الدستور، في السلوك في الحقوق العامة والخاصة، في الاولويات في الواقع واستحقاقاته، في الحداثة، في الثابت والمتغير.