محمد كامل خضري يكتب : دولة الكتاكيت

profile
  • clock 21 يوليو 2021, 3:00:59 م
  • eye 1765
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

   أمى كانت تشترى فى الدورة مائتا كتكوت يستشهد منهم عشرون فى إناء الشرب ويموت عشرون بسبب الفرة وتخطف الحدأة عشرة ...تذبح الديكة بالتدريج بدءا من ديك الحشو حتى عندما يكفى الديك أربعة أفراد وتهدى وتبيع الباقى ويفر البعض طلبا للحرية عبر سطوح الجيران ...وتحتفظ بواحد شايف نفسه وتتوسم فيه جمالا ولحما لحفظ النسل ...فيتبقى من دولة الفراخ هذا الديك بدون تقليم المخالب والمنقار ينشر فى مزرعتها الرعب ويفرض النظام  وتتزين الدجاجات المحظيات الراغبات فى الأمومة ويتبقى معظم الدجاجات للبيض ...يمشى الديك فى العشة على أطراف مخالبه نافشا ريشه مستعليا فارضا الهيبة ...الكل يخلى له الطريق ويتخلى أثناء مروره عن الماء والحب ...وهو الذى يحدد موعد آذان الفجر ...ويؤذن بالنهار بعد أن يعتلى قمة البيت  متى شاء له أن يرقع بالصوت...ترقد بعض الدجاجات على البيض يفقس كتاكيتا وديوكا ...ولكن الديك الأب يكره كل ديك ينافسه الملك حتى لو كان الديك الإبن !

هذه هى قواعد اللعبة وهذه هى وشايات القصر  ثم تبدأ مذبحة الديكة من جديد ...رحم الله أمى لم تدرك قوانين الحكم أساءت تربية دورتها ولم تدرك أنه لايفل غرور الديك إلا ديك ولن ينقر عرفه الكبير المتدلى إلا صاحب عرف...وأنها تخلت عن ديكة كانوا لها على هذا المغرور عون وأن الصراع فى العشة فى مصلحة الفراخ لكنها حسنة النية تبغى الإستقرار وأن التنافس على السلطة فى مصلحة الشعب...

التعليقات (0)