- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
عماد توفيق عفانة يكتب: قضية اللاجئين الفلسطينيين من الاستخدام الى المركزية ... خارطة طريق
عماد توفيق عفانة يكتب: قضية اللاجئين الفلسطينيين من الاستخدام الى المركزية ... خارطة طريق
- 11 فبراير 2023, 11:20:02 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أسهمت الأثقال والضغوط الاقتصادية والمعيشية كما الأمنية المتزايدة على اللاجئين الفلسطينيين في مختلف اماكن تواجدهم، افراداً وجماعات، في إظهار درجة الانكشاف التي تعاني منها مجتمعات اللاجئين الفلسطينيين-ضحايا الزلزال في مخيمات سوريا كما أوضاع المخيمات في لبنان مثالا حياً-.
كما فضحت الأوضاع المأساوية التي تمر بها قضية اللاجئين الفلسطينيين على المستوى السياسي كما على المستوى الإنساني، مدى عجز المهتمين والقائمين على شؤونهم ورعاية مصالحهم، كدوائر اللاجئين في المنظمة كما في مختلف القوى والفصائل، وكاللجان الشعبية التي نصبت نفسها ناطقة باسمهم دون ان ينتخبها أحد، عن تحصيل الاهتمام اللازم بمعاناة ملايين اللاجئين الانسانية، أو عرض سرديتها، كقضية مركزية تمثل عامود خيمة القضية الفلسطينية برمتها، أو تحصيل موارد داعمة لصمود أهلها، أو حتى حماية ما يرصد لها من منح دولية او مشاريع من التحويل لصالح فئات او قطاعات أخرى بناء على دواعي فئوية أو جهوية مقيتة.
كما أسهمت طول فترة اللجوء المستمرة منذ أكثر من 74 عاماً، إلى جانب العوامل السابقة في تقويض قدرات اللاجئين على تنظيم حراك جماعي في أي من الساحات، سواء لجهة إحداث تأثير سياسي كفيل بتحريك قضيتهم الساكنة سكون القبور، أو لجهة تحسين أوضاعهم المعيشية والإنسانية، ورفع مستوى تعامل الأنظمة التي باتوا ضيوفا دائمين عليها جبرا لا خيارا، واخراجه من مربع التعامل الأمني.
سقف المعاناة الذي تزداد أثقاله حدة وشدة عاما بعد عام، والذي تتحكم فيه الدول المانحة بإيعاز وتنسيق تام مع كيان الاحتلال وظهيره الأمريكي، ترك اللاجئين كأفراد مستنزفين وشبه معدمين، محدودي الفرص في الوصول للتعليم وتحصيل الخبرات اللازمة لتطوير قدراتهم ليلائم سوق العمل الذي يزداد تطورا يوماً بعد يوم.
كما ترك اللاجئين كقضية وكجماعات عرضة للاستخدام، سواء من مشروع السلطة الذي حدد وضع اللاجئين ضمن منظومته في الخدمة الأمنية والوظائف البيروقراطية المحدودة، أو استخدام حشدهم الجماهيري في تزييف التأييد للسلطة ومشروعها البائس.
أو حتى الاستخدام من مختلف القوى والفصائل الأخرى التي لم تبتعد كثيرا عن هذا النموذج، إذ عمدت الى استخدام مجتمعات اللاجئين في الحشد السياسي والاستقواء في وجه الأعداء كما الخصوم، دون تقديم التزامات جدية على مستوى تقديم مكتسبات جدية تخرج بيئة اللاجئين من حالة البؤس والانهيار، ان على المستوى السياسي او الانساني.
يبدو أن الجميع سلطة وفصائل اتفق على إرساء نموذج للعمل السياسي يحصر الامتيازات والقدرة على الوصول والفعل والتأثير ضمن فئات وشرائح محددة بناء على دواعي فئوية وحزبية، وليس على بناء على استراتيجية قائمة على إعطاء قضية اللاجئين حقها من الاهتمام طبقا لمركزيتها واهميتها وموقعها المتقدم في سردية النكبة والرواية الفلسطينية.
هذا الواقع ترك أثره على قضية اللاجئين الفلسطينيين، كما على جموع اللاجئين الذين ما زالوا في مقدمة من يدفع ضريبة العدوان الصهيوني المستمر، ويحصدون النصيب الأكبر من المعاناة المسلطة على الفلسطينيين.
الأمر الذي يفرض وطنيا على الجميع منظمة، سلطة، فصائل، وقوى مجتمعية وجماهيرية، العمل على اعتماد مقاربة جديدة في التعامل مع قضية اللاجئين سياسيا وانسانيا، لجهة إعادة الاعتبار لأهميتها ومركزيتها ورمزيتها، وتصديرها بما تستحق في الخطاب السياسي والإنساني مع دول العالم، كما لجهة ترميز قادتهم واعطائهم الأولوية في الظهور السياسي والإعلامي.