المد الإسلامي الأخضر يغزو قلوب الأوربيين الحلقة ١٤

profile
عماد الصابر كاتب صحفي وشاعر مصري
  • clock 25 أبريل 2021, 5:38:03 م
  • eye 687
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

داعيهم هو القرآن 


قصة إسلام استاذ الفلسفة روبرت بيير جوزيف 

كافأني الله بالإسلام لأني درسته دراسة جادة مضنية بحثا عن الحقيقة 

أطالب الدول الإسلامية بالاهتمام بترجمة معاني القرآن الكريم للشعوب غير الناطقة بالعربية 

فيما ينتشر الإلحاد بين المسلمين الحاليين سواء كانوا عربا أو عجما، ربما بسبب شيوخ الإسلام المعتمدين لدي الحكومات الفاسدة، الذين يُخَدِّمون علي الحاكم الظالم، ويقومون بليّ عنق الدين لصالحه، مما كرَّه الكثيرين في الإسلام، فألحدوا أو علي الأقل لم يعد الدين هاما بالنسبة لهم، يسير الإسلام بخطي ثابته بمده الأخضر في قلوب الغرب غير المسلم، فيدخل بنعومته وثباته وحقائقه العلمية والروحية والنفسية، وبإعجازه العلمي الذي يجبرهم علي النظر بعيون واسعة مدققة وبعقل متفتح ليدخلوا إليه واثقي الخطي معلنين إسلامهم بل يتحولون من الدعوه لغيره ومحاولات النيل منه إلي الدفاع عنه والزود عن تعاليمه وكشف ما به من أسرارلمن يريد الإيمان، ليتحقق قول الرسول الكريم : " َقالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ) صحيح مسلم ..

ويقول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضا : " ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولايترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر" (مسند الإمام أحمد) ..

قصة اليوم هي عن أستاذ الفلسفة الفرنسي روبرت بيير جوزيف،" Pierre -Joseph Proudhon" الذي كتب العديد من المطبوعات في مجال الفلسفة والتوحيد، حيث اعتنق الإسلام بعد دراسة جادة مضنية أوصلته إلى اقتناع كامل به كدين قائم على التوحيد على عبادة الله الأحد، ..وعلى حد تعبيره كان من فضل الله عليه أن منَّ الله عليه بالإسلام مكافأة من الله له على ما بذله في سبيل تحصيل العلوم المختلفة، وخاصة اجتهاده في الفلسفة والتوحيد، فضلا عن إلمامه الكبير في مختلف فروع المعرفة.

وكما يقول هو بنفسه: " بلا شك أن الإسلام _ وهو دين العلم والمعرفة _ يدعو معتنقيه إلى التزود بالعلم به، ولا غرو في ذلك، فإن أول آية من القرآن الكريم هي قوله تعالى لرسوله الكريم: (اقرأ باسم ربك الذي خلق)، والنبي الكريم يقول: "اطلبوا العلم ولو كان في الصين"، فمن تجاربي الشخصية فإني أؤمن إيمانا لا يتزعزع بأن الفرد الذي يخلص في أبحاثه للحصول على العلم في أي فرع من فروعه لخدمة المجتمع، ولخير البشرية جمعاء، فإن الله سبحانه وتعالى سيجازيه خير الجزاء على كل ما يقدمه من خير لمجتمعه، فالله يقول في سورة الزلزلة:

(فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره...).

ويضيف :" بالنسبة لي فإنني لم أكتف بدراستي الخاصة في الفلسفة، بل إنني حاولت في شتى فروع المعرفة، وخاصة في إثبات وحدانية الله خالق كل شيء، ومدبر كل شيء في هذا الكون، الذي تهدده الحضارة المادية الإلحادية التي تكاد تقضي على كل ما توارثته الأجيال الماضية والحاضرة من تقدم وازدهار. فسلاح العلم وحده لا يستخدم إلا في الخير والبناء، لا في الدمار والخراب، وذلك هو الأمل لأبناء البشرية جمعاء للوصول إلى الحقيقة الكبرى، وإلى خلاص العالم من مشاكله".

فالعلم والبحث كانا سببا في انبثاق إشراقة الأمل ونور الحق، وإنارة الطريق أمامي.. ويهديني ربي إلى الصراط المستقيم، ويرشدني إلى بر الامان، وينقذني من العذاب الشديد الذي كنت أعانيه نتيجة الصراع العنيف الذي كان يدور في نفسي، ولا ريب في هذا الكلام، فإنني أعتقد بأن الإسلام _ وهو شريعة الله والحق _ معناه السلام، بكل ما تحتويه هذه الكلمة من معان كبيرة، وأولها السلام بين الشخص ونفسه.

فالنفس _وهي الأمارة بالسوء _ لا تستطيع أن تسيطر عليها وتوجهها إلى خير الفرد والمجتمع، إلا الشريعة الإسلامية ومبادئها السمحاء.

فالشهادة تعني أن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.. تعني أن الناس جميعا متساوون، لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى...

واتصال العبد مباشرة بخالقه خمس مرات يوميا _في صلاته _ زاد يومي يذكره بوجود الخالق، ويدعوه إلى إتباع ما دعا إليه، واجتناب ما نهى عنه... (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر...).

والزكاة توحد بين القلوب، وتقضي على الحقد والبغض والحسد، فتقرب بين المسلمين وتجعلهم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.

وصيام رمضان يعتبر تدريبا للنفس لكبح جماحها...

وخروج الفرد من زينة الدنيا في الحج يذكره بيوم الحشر والحساب...

فهذه المباديء تستطيع إقامة المجتمع المثالي الذي ظل يبحث عنه منذ نشأته... ولذا فإنني أدعو كل إنسان أن يبحث عن حقيقة الإسلام ومبادئه المختلفة، ولا يتأثر بالادعاءات الكاذبة التي يرددها المغرضون وأصحاب الأغراض الشخصية، فالطريق مفتوح أمام كل إنسان للنظر في كتاب الله وسنة رسوله، وليحكم بعد ذلك بما يمليه عليه ضميره.

ثم يقول الدكتور الجامعي الذي أسلم: إن شيئا فعلته بعد اعتناقي للإسلام، هو محاولة زيارة الدول الإسلامية لدراسة أحوال معيشتهم، والتعرف عليهم، ولقد سعدت كثيرا بزيارة المملكة العربية السعودية، والكويت، ومصر وغيرها، وكنت دائما أحس بالبيئة الإسلامية التي أفتقدها ويفتقدها كل مسلم يعيش في بلاد الغرب.

ثم يستطرد قائلا: إنني الآن أقوم بمحاولة إعداد كتاب باللغة الفرنسية عن الشريعة الإسلامية، وتاريخ الإسلام والمسلمين، ودور علماء المسلمين الاوائل في العلوم والفنون المختلفة.

ثم اختتم حديثه وهو في حالة من النشوة والزهو وهو يقول:

أود أن أطلب من المسلمين أن يفتخروا بأنهم مسلمون، وأن يكونوا خير مثل لهذه الشريعة الخالدة، وأن يكونوا جديرين بأن يحملوا هذه العقيدة.

وأحب أن أذكر هنا مثلا يبين لهم أهمية تمسكهم بدينهم دون التأثر بما يجري من حولهم، وهو أن أصحاب الأعمال هنا يفضلون المسلمين المتمسكين بدينهم، نظرا لأنهم يكونون على خلق طيب، وإخلاص تام للأعمال التي يقومون بها، فضلا عن أن سلوكهم الاجتماعي يجبر الجميع على احترامهم وتقديرهم، واحترام وتقدير عقيدتهم.

كما أطلب من الدول الإسلامية _وخاصة مصر _ أن تتحمل المسئولية الكبرى لخدمة الإسلام والمسلمين في العالم أجمع، كأن تهتم مثلا بتوزيع المطبوعات الإسلامية التي تتناول الأسس والمبادىء الإسلامية بالأسلوب العلمي المبسط، وباللغات المختلفة... وأن تهتم بالقرآن الكريم وترجمته للشعوب غير الناطقة بالعربية، والاهتمام أيضا بأسطوانات وتسجيلات تعليم الصلاة للمسلمين في الدول الغربية بصفة عامة، وفي فرنسا بصفة خاصة، حتى يمكننا _نحن الأوربيين دراسة ومعرفة هذا الدين الحنيف.. كما يمكننا نحن الذين أسلمنا أن نعرف إخواننا غير المسلمين به، ولكل طالب علم ومعرفة، والله يهدي من يشاء من عباده.

التعليقات (0)