- ℃ 11 تركيا
- 9 نوفمبر 2024
الحرب تفسد احتفالات رأس السنة الميلادية في روسيا
الحرب تفسد احتفالات رأس السنة الميلادية في روسيا
- 28 ديسمبر 2022, 6:00:11 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
اعتاد الروس على الاحتفال بحلول العام الجديد، العيد الرئيسي في البلاد، في جوّ من الفرح وبمعنويات عالية وسط فعاليات رسميّة كبرى.. لكن الوضع مختلف هذه السنة.
فبعد عشرة أشهر من القتال العنيف في أوكرانيا والتعبئة العسكرية التي اتّسمت بالفوضوية، قلائل من الروس في مزاج احتفالي.
ورغم أن شوارع موسكو المغطّاة بالثلوج مزيّنة بالأضواء الساطعة والزخارف، إلاّ أنها مليئة أيضا بصور الجنود.
في نهاية عام شهد معارك دامية، بما في ذلك انتكاسات كبيرة، برز سؤال: هل من المناسب الاستمرار في الاحتفالات مثل المعتاد؟
وسط قلّة الرغبة في إقامة حفلات مع احتدام القتال، ألغت موسكو عرض الألعاب النارية التقليدي.
وأيدت "ناديجدا أرخيبوفا" (40 عاما) وهي من سكان موسكو، القرار قائلة إنها تأمل في توجيه تكاليفه نحو الجيش والجنود - "حُماتنا".
وأضافت المرأة لوكالة فرانس برس "قبل كل شيء، يجب ألا يفتقر جنودنا إلى المعدات الجيّدة".
وأثارت تقارير انتشرت على نطاق واسع عن جنود احتياط مُنحوا ملابس سيّئة وتجهيزات قليلة بعض الغضب في روسيا.
في الساحة الحمراء، تعجّ السوق الشتوية بالناس وسط الأكشاك المليئة بالحلويات وحلبة التزلّج على الجليد التقليدية في وسط الميدان.
لكن الرئيس "فلاديمير بوتين" ألغى مباراة هوكي الجليد المعتادة في الساحة الحمراء في نهاية العام.
كما ألغى مؤتمره الصحافي المطوّل بمناسبة العام الجديد بعد أن اعتاد على عقده على مدى فترة حكمه المستمرة منذ عقدين، وسيكتفي برسالة متلفزة تبثّ منتصف الليل.
بين سكان موسكو العاديين، يسود أمل واحد لعام 2023: انتهاء الحرب.
وتقول "إيرينا شابوفالوفا" (51 عاما) وهي موظفة في حضانة، إنها تتمنى "سماء صافية فوق رؤوسنا"، موضحة أن "الكثير من الناس يعانون".
- "رغم أنف العدوّ" -
أدت معضلة كيفيّة الاحتفال برأس السنة في الأوقات العصيبة إلى انقسام في صفوف المسؤولين والعامة. ففي حين دعا البعض إلى المضي قدمًا في بعض الاحتفالات إظهارا للتحدي، فضّل البعض الآخر إلغاءها.
ومع اقتراب العام من خاتمته وعدم ظهور نهاية للحرب في الأفق، طلب رئيس بلدية موسكو "سيرجي سوبيانين" من السكان التصويت على كيفية الاحتفال بالعام الجديد.
وأعرب أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع عن رغبتهم في إلغاء الاحتفالات العامة.
وقال رئيس البلدية اثر الاستطلاع الذي جرى عبر الإنترنت "نعتبر أيضًا أن من الضروري التراجع عن إقامة الألعاب النارية والحفلات الموسيقية الكبيرة هذا العام".
لكن المسؤول البالغ 64 عاما دعا سكان موسكو إلى الاستمرار في إقامة بعض الاحتفالات "رغم أنف العدوّ"، قائلا إن المدينة فعلت ذلك حتى عام 1941 في خضمّ الحرب العالمية الثانية.
وتعهّد "سوبيانين" أن تظلّ موسكو "مشرقة ومزيّنة".
جاء الطالب "فلاديمير أزاروشكين" (22 عاما) المتحدر من سيبيريا لرؤية الزّينة مع صديقته في حديقة غوركي الرئيسية في موسكو.
ويؤكد الشابان أن الأضواء السّاطعة حسّنت مزاجهما.
يقول "أزاروشكين": "آمل أن تصبح كل الأوقات الصعبة من الماضي".
ووضعت رموز القوات الروسية في أوكرانيا - بما في ذلك الحرف Z - وسط تمنّيات للسنة الجديدة وأكواخ خشبية مزيّنة خارج الحديقة.
لكن مثل هذه الإشارات لم تمر بدون مشاكل.
ففي سانت بطرسبورغ، أزالت السلطات قلبين كبيرين يرمزان لتوأمة المدينة مع مدينة ماريوبول الأوكرانية المحتلة، وذلك بعد أن تم تلطيخهما بالدهان.
- غياب فنانين بارزين عن التلفزيون العام -
يبدو أن التلفزيون الرسمي الروسي متردد أيضًا بشأن ما سيعرضه على المشاهدين في برنامجه السنوي ليلة رأس السنة.
في نوفمبر/ تشرين الثاني، وعد المتحدث باسم محطة "في جي اي آر كاي" المملوكة للدولة بـ"أجواء تحتفل بالعام الجديد رغم التغييرات في البلاد والعالم".
وقال أبرز برامج التلفزيون "جولوبوي أجونك" الذي بدأ عرضه منذ الستينات خلال الحقبة السوفياتية، إنه سيدعو "أبطال روسيا العائدين من خط المواجهة".