- ℃ 11 تركيا
- 8 نوفمبر 2024
الحدود الشمالية.. كابوس يقض مضجع أوكرانيا
الحدود الشمالية.. كابوس يقض مضجع أوكرانيا
- 18 أكتوبر 2022, 6:17:46 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أجراس الإنذار تدق في أوكرانيا مذ أعلنت بيلاروسيا تشكيل قوة عسكرية مشتركة مع روسيا، لتتحول الحدود الشمالية لكابوس يقض مضجع كييف.
تحليل لشبكة "سي إن إن" الإخبارية، تحدث عن إعلان رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، الأسبوع الماضي، أن بلاده وروسيا ستشكلان قوة إقليمية مشتركة وتجريان التدريبات.
وقالت الصحيفة إن الإعلان دق أجراس الإنذار في كييف، ففي المرة الأخيرة التي أجرت فيها القوات البيلاروسية والروسية مناورات مشتركة، كانت في فبراير/ شباط الماضي، وذهبت العديد من تلك القوات الروسية لعبور الحدود الأوكرانية في طريقها لاحقا نحو العاصمة.
ولا تنبع المخاوف من أن بيلاروسيا لديها جيش قوي، فهو ليس كذلك، وفقا للتحليل، لكن احتمال تحول الحدود الشمالية الطويلة لأوكرانيا إلى ممر للقوات الروسية للمرة الثانية هذا العام، سيكون بمثابة كابوس للقوات الأوكرانية المرهقة بالفعل في معارك بالشرق والجنوب.
وتشترك أوكرانيا وبيلاروسيا في حدود بطول 1000 كيلومتر، معظمها مناطق قليلة السكان وتكسوها غابات كثيفة.
وفي وقت سابق، قالت وزارة الدفاع البيلاروسية، إن أول مجموعة من الجنود الروس تنضم إلى القوة الجديدة مع القوات البيلاروسية وصلت إلى بيلاروسيا يوم السبت. وإجمالاً، سيكون قوام الوحدة الروسية أقل من 9000 شخص، وفقًا لرئيس إدارة التعاون العسكري الدولي في بيلاروسيا، فاليري ريفينكو.
استنزاف
في الوقت الحالي، يقوم الجيش الأوكراني بخوض معارك في الشرق والجنوب بينما يتواجه مع القوات الروسية في أجزاء من دونيتسك وزابوريجيا.
لكن بعد سبعة أشهر من الحرب، يعاني الجيش الأوكراني من الاستنزاف تمامًا، مما يجعل تحريك قواته إلى جناحه الشمالي من شأنه أن يزيد من إرهاق القوات التي تشتبك بالفعل على جبهات متعددة.
ورغم أن بيلاروسيا تقول إن القوة المشتركة دفاعية بحتة، إلا أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعا، في اجتماع لمجموعة السبع للاقتصادات المتقدمة في العالم قبل أيام، إلى إرسال قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إلى الحدود.
وقال زيلينسكي لمجموعة السبع: "تحاول روسيا جر بيلاروسيا مباشرة إلى هذه الحرب".
ووفقا لتحليل "سي إن إن"، فمن المؤكد أنه كان هناك الكثير من حركة المعدات العسكرية على خطوط السكك الحديدية في بيلاروسيا. إذ أظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي قوافل قطارات متعددة من الدبابات وغيرها من المعدات تتحرك في جميع أنحاء البلاد.
ويعتقد المحللون أنه من المحتمل أن معظم هذه الأجهزة تعود إلى روسيا وكانت متواجدة في المخزونات في بيلاروسيا.
3 احتمالات
تحليل "سي إن إن" نقل عن كونراد موزيكا، وهو محلل دفاعي مقيم في بولندا، قوله إن الجيش البيلاروسي "ضعيف نسبيًا"، وبالتالي فلا يحتمل أن يكون يستعد للمشاركة في العمليات القتالية.
وقال موزيكا عبر موقع "تويتر"، إن "القوات المسلحة البيلاروسية تعتمد في قوتها على التعبئة، وللوصول إلى القوة الكاملة، سيحتاجون إلى حشد ما لا يقل عن 20 ألف رجل.، وإذا ما حدث ذلك فسيكون ذلك علامة تحذير.
ووفقا لموزيكا، هناك ثلاثة سيناريوهات تفسر التحركات العسكرية في بيلاروسيا؛ إما أن التدريبات مصممة للتحضير لصد هجوم محتمل من قبل دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أو أنهم يهدفون إلى تقييد القوات الأوكرانية على طول الحدود؛ أو أنها تستعد لهجوم على أوكرانيا إلى جانب الجيش الروسي.
وقال موزيكا إن الاحتمال الأول غير وارد ولن يحدث، كما هو الحال بالنسبة للخيار الأخير الذي قد لا يحظى بشعبية كبيرة في داخل المجتمع ببيلاروسيا، حيث لا يوجد احتقان داخلي مثلا في أوكرانيا كما هو الحال في روسيا.
لكن الاحتمال الأكيد هو أنه من مصلحة موسكو أن يقلق الأوكرانيين بشأن حدودهم الشمالية، بما يسبب لهم الارتباك والتوتر.
وبحسب تحليل "سي إن إن"، فإن بيلاروسيا مهمة بالفعل للصواريخ الروسية. وتقدر أوكرانيا أن هناك أربعة أنظمة صواريخ باليستية هناك و12 نظام أرض-جو إس -400، وبعض الطائرات بدون طيار إيرانية الصنع جاءت من الشمال الأسبوع الماضي. وقالت وزارة الدفاع البيلاروسية إن المزيد من الطائرات المقاتلة الروسية بدأت أيضًا في الوصول إلى بيلاروسيا.
ويقدر المسؤولون الأوكرانيون أن هناك ما لا يقل عن 1000 جندي روسي في بيلاروسيا في الوقت الحالي. لكن المحللين يعتقدون أن زيادة القوات "ستخلق تهديدًا بشن هجوم متكرر في منطقة العمليات الشمالية، ولا سيما على مدينة كييف".